کد مطلب:90709 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:141
تَزَوَّدُوا مِنَ الدُّنْیَا التَّقْوی فَإِنَّهَا خَیْرُ مَا تَزَوَّدْتُمُوهُ مِنْهَا[2]. إِتَّقُوا مَعَاصِیَ اللَّهِ فِی الْخَلَوَاتِ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ هُوَ الْحَاكِمُ. وَ ارْغَبُوا فیمَا عِنْدَ اللَّهِ، وَ اطْلُبُوا مَرْضَاتِهِ وَ طَاعَتَهُ، وَ اصْبِرُوا عَلَیْهِمَا، فَمَا أَقْبَحَ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَ هُوَ مَهْتُوكُ السِّتْرِ. لاَ تُعْیُونَا فی طَلَبِ الشَّفَاعَةِ لَكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِسَبَبِ مَا قَدَّمْتُمْ، وَ لاَ تَفْضَحُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ عَدُوِّكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ، وَ لاَ تُكَذِّبُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَهُمْ فی مَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بِالْحَقیرِ مِنَ الدُّنْیَا. تَمَسَّكُوا بِمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ، فَمَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یُغْتَبَطَ وَ یَری مَا یُحِبُّ إِلاَّ أَنْ یَحْضُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ وَ أَبْقی[3]، وَ تَأْتِیَهُ الْبِشَارَةُ، وَ اللَّهِ، فَتَقِرُّ عَیْنُهُ، وَ یُحِبُّ لِقَاءَ اللَّهِ[4]. أُذْكُرُوا عِنْدَ الْمَعَاصِی[5] انْقِطَاعَ[6] اللَّذَّاتِ، وَ بَقَاءَ التَّبِعَاتِ. لاَ تَدَعُوا ذِكْرَ اللَّهِ فی كُلِّ مَكَانٍ، وَ لاَ عَلی كُلِّ حَالٍ. [صفحه 704] إِذَا وَسْوَسَ الشَّیْطَانُ إِلی أَحَدِكُمْ فَلْیَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ، وَلْیَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ مُخْلِصاً لَهُ الدّینَ. إِلْزَمُوا الصِّدْقَ فَإِنَّهُ مَنْجَاةٌ. لاَ تَقیسُوا الدّینَ فَإِنَّ مِنَ الدّینِ مَا لاَ یُقَاسُ. وَ سَیَأْتی قَوْمٌ یَقیسُونَ الدّینَ وَ هُمْ أَعْدَاؤُهُ. وَ أَوَّلُ مَنْ قَاسَ إِبْلیسُ. إِنْتَظِرُوا الْفَرَجَ، وَ لاَ تَیْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، فَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ انْتِظَارُ الْفَرَجِ مَا دَاوَمَ عَلَیْهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ[7]. اَلصَّلاَةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِیٍّ. وَ الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعیفٍ. وَ جِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ. وَ لِكُلِّ شَیْ ءٍ زَكَاةٌ، وَ زَكَاةُ الْبَدَنِ الصِّیَامُ. وَ زَكَاةُ الْعَقْلِ احْتِمَالُ الْجُهَّال. وَ زَكَاةُ الْیَسَارِ بِرُّ الْجیرَانِ وَ صِلَةُ الأَرْحَامِ. وَ زَكَاةُ الصِّحَّةِ السَّعْیُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ. وَ زَكَاةُ الشَّجَاعَةِ الْجِهَادُ فی سَبیلِ اللَّهِ. وَ زَكَاةُ السُّلْطَانِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ. وَ زَكَاةُ النِّعَمِ اصْطِنَاعُ الْمَعْرُوفِ[8]. اَلْفَقْرُ مَعَ الدَّیْنِ هُوَ[9] الْمَوْتُ الأَحْمَرُ، وَ الشَّقَاءُ[10] الأَكْبَرُ. وَ قِلَّةُ الْعِیَالِ أَحَدُ الْیَسَارَیْنِ. [صفحه 705] اَلتَّقْدیرُ[11] نِصْفُ الْعَیْشِ[12]. وَ التَّوَدُّدُ إِلَی النَّاسِ[13] نِصْفُ الْعَقْلِ. وَ الْهَمُّ نِصْفُ الْهَرَمِ. مَا عَالَ امْرُؤٌ اقْتَصَدَ. وَ مَا عَطَبَ امْرُؤٌ اسْتَشَارَ. اَلصَّدَقَةُ جُنَّةٌ عَظیمَةٌ، وَ حِجَابٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ النَّارِ، وَ وِقَایَةٌ لِلْكَافِرِ مِنْ تَلْفِ الْمَالِ، تُعَجِّلُ لَهُ الْخَلَفَ، وَ تَدْفَعُ السُّقْمَ عَنْ بَدَنِهِ، وَ مَا لَهُ فِی الآخِرَةِ مِنْ نَصیبٍ[14]. إِذَا أَمْلَقْتُمْ فَتَاجِرُوا اللَّهَ بِالصَّدَقَةِ. إِسْتَنْزِلُوا الرٍّزْقَ بِالصَّدَقَةِ. دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ[15]. وَ سُوسُوا إیمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَ ثَقِّلُوا مَوَازینَكُمْ بًالصَّدَقَةِ[16]، وَ حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَ ادْفَعُوا أَمْوَاجَ[17] الْبَلاَءِ[18] بِالدُّعَاءِ. فَوَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، لَلْبَلاَءُ أَسْرَعُ إِلَی الْمُؤْمِنِ مِنَ السَّیْلِ مِنْ أَعْلَی التَّلْعَةِ إِلی أَسْفَلِهَا، أَوْ مِنْ رَكْضِ الْبَرَاذینِ. سَلُوا الْعَافِیَةَ مِنْ جُهْدِ الْبَلاَءِ، فَإِنَّ جُهْدَ الْبَلاَءِ ذَهَّابُ الدّینِ. أَكْثِرُوا الاسْتِغْفَارَ فَإِنَّهُ یَجْلُبُ الرِّزْقَ، وَ قَدِّمُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ عَمَلِ الْخَیْرِ تَجِدُوهُ غَداً. تَوَقُّوا الذُّنُوبَ، فَمَا مِنْ بَلِیَّةٍ وَ لاَ نَقْصِ رِزْقٍ إِلاَّ بِذَنْبٍ، حَتَّی الْخَدْشَ وَ النَّكْبَةَ وَ الْمُصیبَةَ. فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ یَقُولُ: مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصیبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَیْدیكُمْ وَ یَعْفُو عَنْ كَثیرٍ[19]. [صفحه 706] تُوبُوا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ادْخُلُوا فی مَحَبَّتِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُحِبُّ التَّوَّابینَ وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرینَ. وَ الْمُؤْمِنُ مُنیبٌ وَ تَوَّابٌ. بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ لِمَنْ أَرَادَهَا، فَ تُوبُوا إِلَی اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسی رَبُّكُمْ أَنْ یُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَیِّئَاتِكُمْ[20]. اَلدُّعَاءُ یَرُدُّ الْقَضَاءَ الْمُبْرَمِ، فَاتَّخِذُوهُ عُدَّةً، وَ اسْتَعْمِلُوهُ. تَقَدَّمُوا فِی الدُّعَاءِ قَبْلَ نُزُولِ الْبَلاَءِ، فَإِنَّهُ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فی سِتَّةِ مَوَاقِفَ: عِنْدَ نُزُولِ الْغَیْثِ. وَ عِنْدَ الزَّحْفِ. وَ عِنْدَ الأَذَانِ. وَ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ. وَ مَعَ زَوَالِ الشَّمْسِ. وَ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ[21]. مَا الْمُبْتَلَی الَّذی قَدِ اشْتَدَّ بِهِ الْبَلاَءُ بَأَحْوَجَ[22] إِلَی الدُّعَاءِ مِنَ الْمُعَافَی الَّذی لاَ یَأْمَنُ الْبَلاَءَ. مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلی رَبِّهِ حَاجَةٌ فَلْیَطْلُبْهَا فی ثَلاَثِ سَاعَاتٍ: سَاعَةٍ فی یَوْمِ الْجُمُعَةِ. وَ سَاعَةٍ تَزُولُ الشَّمْسُ، حینَ تَهُبُّ الرّیحُ، وَ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَ تُنَزَّلُ الرَّحْمَةُ، وَ یُصَوِّتُ الطَّیْرُ. وَ سَاعَةٍ فی آخِرِ اللَّیْلِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ، فَإِنَّ مَلَكَیْنِ یُنَادِیَانِ: هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَیُتَابُ عَلَیْهِ؟. هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَیُعْطی؟. [صفحه 707] هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَیُغْفَرُ لَهُ؟. هَلْ مِنْ طَالِبِ حَاجَةٍ فَتُقْضی لَهُ؟. فَأَجیبُوا دَاعِیَ اللَّهِ. تَوَكَّلُوا عَلَی اللَّهِ عِنْدَ رُكْعَتَی الْفَجْرِ بَعْدَ فَرَاغِكُمْ مِنْهَا، فَفیهَا تُعْطَی الرَّغَائِبُ. وَ اطْلُبُوا الرِّزْقَ فیمَا بَیْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلی طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِنَّهُ أَسْرَعُ لِطَلَبِ الرِّزْقِ مِنَ الضَّرْبِ فِی الأَرْضِ، وَ هِیَ السَّاعَةُ الَّتی یَقْسِمُ اللَّهُ فیهَا الأَرْزَاقَ بَیْنَ عِبَادِهِ. مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَ مِثْلَهَا: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، وَ مِثْلَهَا آیَةَ الْكُرْسِیِّ، مَنَعَ مَالَهُ مِمَّا یَخَافُ عَلَیْهِ. وَ مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، لَمْ یُصِبْهُ فی ذَلِكَ الْیَوْمِ ذَنْبٌ وَ إِنْ جَهِدَ إِبْلیسُ. اَلْمُنْتَظِرُ وَقْتَ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ زُوَّارِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ تَعَالی أَنْ یُكْرِمَ زَائِرَهُ، وَ أَنْ یُعْطِیَهُ مَا سَأَلَ. إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ حَاجَةَ فَلْیُبَكِّرْ فی طَلَبِهَا یَوْمَ الْخَمیسِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: اَللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتی فی بُكُورِهَا یَوْمَ الْخَمیسِ. وَ لِیَقْرَأْ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَیْتِهِ: إِنَّ فی خَلْقِ السَّموَاتِ وَ الأَرْضِ وَ اخْتِلاَفِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ[23]، إِلی قَوْلِهِ: إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمیعَادَ[24]، وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ، وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ، وَ أُمَّ الْكِتَابِ، فَإِنَّ فیهَا قَضَاءُ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الآخِرَةِ. اَلسُّؤَالُ بَعْدَ الْمَدْحِ، فَامْدَحُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ سَلُوهُ الْحَوَائِجَ، وَ أَثْنُوا عَلَیْهِ قَبْلَ طَلَبِهَا. یَا صَاحِبَ الدُّعَاءِ، لاَ تَسْأَلْ مَا لاَ یَكُونُ وَ لاَ یَحِلُّ. سَارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّموَاتُ وَ الأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقینَ[25]، وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوهَا إِلاَّ بِالتَّقْوی. مَنْ كَمُلَ عَقْلُهُ حَسُنَ عَمَلُهُ، وَ نَظَرَ إِلی دینِهِ. [صفحه 708] مَنْ صَدِئَ بِالإِثْمِ عَشِیَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. مَنْ تَرَكَ الأَخْذَ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ بِطَاعَتِهِ قَیَّضَ اللَّهُ لَهُ شَیْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرینٌ. أَخْبَثُ الأَعْمَالِ مَا وَرَّثَ الضَّلاَلَ، وَ خَیْرُ مَا اكْتُسِبَ أَعْمَالُ الْبِرِّ. أَنْتُمْ عُمَّارُ الأَرْضِ الَّذینَ اسْتَخْلَفَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فیهَا لِیَنْظُرَ كَیْفَ تَعْمَلُونَ، فَرَاقِبُوهُ فیمَا یَری مِنْكُمْ. عَلَیْكُمْ بِالْمَحَجَّةِ الْعُظْمی فَاسْلُكُوهَا، لاَ تَسْتَبْدِلْ بِكُمْ غَیْرَكُمْ. إِنَّ الْحِجَامَةَ تُصِحُّ الْبَدَنَ، وَ تَشُدُّ الْعَقْلَ. أَخْذُ الشَّارِبِ مِنَ النَّظَافَةِ، وَ هُوَ مِنَ السُّنَّةِ. وَ الطّیبُ فِی الشَّارِبِ مِنْ أَخْلاَقِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ كَرَامَةٌ لِلْكَاتِبینَ[26]. نِعْمَ الطّیبُ الْمِسْكُ، خَفیفٌ مَحْمِلُهُ، عَطِرٌ ریحُهُ. وَ الدَّهْنُ بِالزَّیْتِ یُلینُ الْبَشَرَةَ، وَ یَزیدُ فِی الدِّمَاغِ وَ الْعَقْلِ، وَ یُسَهِّلُ مَجَارِیَ الْمَاءِ[27]، وَ یَذْهَبُ بِالْقَشَفِ[28]، وَ یُصَفِّی[29] اللَّوْنَ. اَلسِّوَاكُ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ، وَ مُطَیِّبَةٌ لِلْفَمِ، [ وَ ] یُذْهِبُ الْبَلْغَمَ، وَ هُوَ مِنْ سُّنَّةِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. وَ غَسْلُ الرَّأْسِ بِالْخَطْمِیِّ یَذْهَبُ بِالدَّرَنِ، وَ یَنْفِی الأَقْذَارَ. وَ الْمَضْمَضَةُ وَ الاِسْتِنْشَاقُ بِالْمَاءِ عِنْدَ الطُّهُورِ سُنَّةٌ، وَ طُهُورٌ لِلْفَمِ وَ الأَنْفِ. وَالسُّعُوطُ مَصَحَّةٌ لِلرَّأْسِ، وَ تَنْقِیَةٌ لِلْبَدَنِ وَ سَائِرِ أَوْجَاعِ الرَّأْسِ. وَ النُّورَةُ نَشْرَةٌ[30] لِلْبَدَنِ، وَ طُهُورٌ لِلْجَسَمِ. [ وَ ] الْحَنَّاءُ بَعْدَ النُّورَةِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ. [صفحه 709] اَلْحُقْنَةُ مِنَ الأَرْبَعَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَیْتُمْ بِهِ الْحُقْنَةُ، وَ هِیَ تُعَظِّمُ الْبَطْنَ، وَ تُنَقّی دَاءَ الْجَوْفِ، وَ تُقَوِّی الْبَدَنَ. إِسْتِجَادَةُ الْحِذَاءِ وِقَایَةٌ لِلْبَدَنِ، وَ عَوْنٌ عَلَی الطُّهُورِ وَ الصَّلاَةِ. وَ تَقْلیمُ الأَظَافِرِ یَمْنَعُ الدَّاءَ الأَعْظَمَ، وَ یَجْلِبُ الرِّزْقَ وَ یُدِرُّهُ. وَ نَتْفُ الإِبْطِ یَنْفِی الرَّائِحَةَ الْمُنْكَرَةَ، وَ هُوَ طُهُورٌ وَ سُنَّةٌ مِمَّا أَمَرَ بِهِ الطَّیِّبُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ. غَسْلُ الْیَدَیْنِ قَبْلَ الطَّعَامِ وَ بَعْدَهُ زِیَادَةٌ فِی الرِّزْقِ. غُسْلُ الأَعْیَادِ طُهُورٌ لِمَنْ أَرَادَ طَلَبَ الْحَوَائِجِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اتِّبَاعَ السُّنَّةَ. وَ قِیَامُ اللَّیْلِ مَصَحَّةٌ لِلْبَدَنِ، وَ رِضیً لِلرَّبِّ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ تَعَرُّضٌ لِلرَّحْمَةِ، وَ تَمَسُّكٌ بِأَخْلاَقِ النَّبِیّینَ. وَ الْجُلُوسُ فِی الْمَسْجِدِ مِنْ بَعْدِ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلی حینِ طُلُوعِ الشَّمْسِ لِلاِشْتِغَالِ بِذِكْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَسْرَعُ فی تَیْسیرِ[31] الرِّزْقِ مِنَ الضَّرْبِ فی أَقْطَارِ الأَرْضِ. عَلَیْكُمْ بِأَكْلِ التُّفّاحِ فَإِنَّهُ نَضُوحٌ لِلْمَعِدَةِ. مَضْغُ اللُّبَانِ یَشُدُّ الأَضْرَاسَ، وَ یَنْفِی الْبَلْغَمَ، وَ یَقْطَعُ ریحَ الْفَمِ. أَكْلُ السَّفَرْجَلِ قُوَّةٌ لِلْقَلْبِ الضَّعیفِ، وَ هُوَ یُطَیِّبُ الْمَعِدَةَ، وَ یُذَكِّی الْفُؤَادَ، وَ یُشَجِّعُ الْجَبَانَ، وَ یُحَسِّنُ الْوَلَدَ. أَكْلُ إِحْدی وَ عِشْرینَ زَبیبَةٍ حَمْرَاءَ عَلَی الرّیقِ فی كُلِّ یَوْمٍ تَدْفَعُ الأَمْرَاضَ إِلاَّ مَرَضَ الْمَوْتِ. وَ أَكْلُ الْعَدَسِ یُرِقُّ الْقَلْبَ، وَ یُسَرِّعُ دَمْعَةَ الْعَیْنِ. كُلُوا الدُّبَّاءَ فَإِنَّهُ یَزیدُ فِی الدِّمَاغِ، وَ كَانَ یُعْجِبُ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِنَ الْمَرَقَةِ الدُّبَّاءِ. كُلُوا الأُتْرُجَ قَبْلَ الطَّعَامِ وَ بَعْدَهُ، فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ یَأْكُلُونَهُ. اَلْكُمُّثْری یَجْلُوا الْقَلْبَ، وَ یُسَكِّنُ أَوْجَاعَهُ بِإِذْنِ اللَّهِ. كُلُوا الرُّمَّانَ بِشَحْمِهِ فَإِنَّهُ دِبَاغٌ لِلْمَعِدَةِ، وَ فی كُلِّ حَبَّةٍ مِنَ الرُّمَّانِ إِذَا اسْتَقَرَّتْ فِی مَعِدَةِ الْمُسْلِمِ حَیَاةٌ لِلْقَلْبِ، وَ إِنَارَةٌ لِلنَّفْسِ، وَ یَذْهَبُ بِوَسْوَاسِ الشَّیْطَانِ أَرْبَعینَ صَبَاحاً. [ فَإِنَّهُ ] لَیْسَ مِنْ رُمَّانَةٍ إِلاَّ وَ فیهَا حَبَّةٌ مِنْ رُمَّانَةِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا شَذَّ شَیْ ءٌ مِنْهَا فَاتْبَعُوهُ وَ كُلُوهُ. [صفحه 710] كُلُوا الْهِنْدِبَاءَ فَإِنَّهُ مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلاَّ وَ عَلَیْهِ قَطْرَةٌ مِنْ قَطَرَاتِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَكَلْتُمُوهَا فَلاَ تَنْفُضُوهَا. نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ، یَكْسِرُ الْمُرَارَ، وَ یُحْیِی الْقَلْبَ. إِسْتَعْطُوا بِالْبِنَفْسَجِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: لَوْ یَعْلَمُ النَّاسَ مَا فِی الْبِنَفْسَجِ لَحَسَوْهُ حَسْواً، إِنَّهُ حَارُّ فِی الشِّتَاءِ، بَارِدٌ فِی الصَّیْفِ. تَشَمَّمُوا النَّرْجِسَ وَ لَوْ فِی الْیَوْمِ مَرَّةً، وَ لَوْ فِی الْعَامِ مَرَّةً، وَ لَوْ فِی الدَّهْرِ مَرَّةً، فَإِنَّ فی قَلْبِ الإِنْسَانِ حَبَّةٌ مِنَ الْجُنُونِ وَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ لاَ یُزیلُهَا إِلاَّ شَمُّ النَّرْجِسُ. حَسْوُ اللَّبَنِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلاَّ الْمَوْتِ. إِتَّخِذُوا الْمَاءَ طیباً. ِشْرَبُوا مَاءَ السَّمَاءِ فَإِنَّهُ طُهُورٌ لِلْبَدَنِ، وَ یَدْفَعُ الأَسْقَامَ. قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ: وَ یُنَزِّلُ عَلَیْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِیُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ یُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّیْطَانِ وَ لِیَرْبِطَ عَلی قُلُوبِكُمْ وَ یُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ[32]. أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنَ الْجَنَّةِ: اَلْفُرَاتُ، وَ النّیلُ، وَ سیحَانُ، وَ جیحَانُ. اَلْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ مَا مِنْ دَاءٍ إِلاَّ وَ فیهَا مِنْهُ شِفَاءٌ إِلاَّ السَّامُ. خَالِفُوا أَصْحَابَ الْمُسْكِرِ. وَ كُلُوا التَّمْرَ فَإِنَّ فیهِ شِفَاءٌ مِنَ الأَدْوَاءِ. مَا تَأْكُلُ[33] النَّفْسَاءُ شَیْئاً، وَ لاَ تَبْدَأُ بِهِ، أَفْضَلَ مِنَ الرُّطَبِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَرْیَمَ عَلَیْهَا السَّلاَمُ: وَ هُزّی إِلَیْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَیْكِ رُطَبَاً جَنِیّاً فَكُلی وَ اشْرَبی وَ قَرّی عَیْناً[34]. لَعْقُ الْعَسَلِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ. قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالی: یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فیهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ[35]، وَ هُوَ مَعَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ. عَلَیْكُمْ بِالزَّیْتِ فَإِنَّهُ یُذْهِبُ الْبَلْغَمَ، وَ یَشُدُّ الْعَصَبَ، وَ یُحَسِّنُ الْخُلْقَ، وَ یُطَیِّبُ النَّفْسَ، وَ یُذْهِبُ الْغَمَّ. عَلَیْكُمْ بِالإِثْمِدِ فَإِنَّهُ مَنْبَتَةٌ لِلشَّعْرِ، مَذْهَبَةٌ لِلْقَذَاءِ، مِصْفَاةٌ لِلْبَصَرِ. [صفحه 711] كُلُوا اللَّحْمَ، فَإِنَّ اللَّحْمَ مِنَ اللَّحْمِ، وَ مَنْ لَمْ یَأْكُلِ اللَّحْمَ أَرْبَعینَ یَوْماً سَاءَ خُلُقُهُ. [ وَ ] إِذَا ضَعُفَ الْمُسْلِمُ فَلْیَأْكُلِ اللَّحْمَ بِاللَّبَنِ، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْقُوَّةَ فیهِمَا. إِذَا اشْتَری أَحَدُكُمُ اللَّحْمَ فَلْیُخْرِجْ مِنْهُ الْغُدَدَ، فَإِنَّهُ یُحَرِكُ عِرْقَ الْجُذَامِ. إِبْدَؤُوا بِالْمِلْحِ فی أَوَّلِ طَعَامِكُمْ وَ اخْتِمُوا بِهِ، فَلَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِی الْمِلْحِ لاَخْتَارُوهُ عَلَی التِّرْیَاقِ الْمُجَرَّبِ. مَنِ ابْتَدَأَ[36] طَعَامَهُ بِالْمِلْحِ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعینَ دَاءً لاَ یَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ. أَقِرُّوا الْحَارَّ حَتَّی یَبْرُدَ وَ یُمْكِنَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ، وَ قَدْ قُرِّبَ إِلَیْهِ طَعَامٌ حَارُّ جِدّاً: أَقِرُّوهُ حَتَّی یَبْرُدَ وَ یُمْكِنَ أَكْلُهُ، وَ مَا كَانَ اللَّهُ تَعَالی لِیُطْعِمَنَا الْحَارَّ[37]، وَ الْبَرَكَةُ فِی الْبَارِدِ، وَ الْحَارُّ غَیْرُ ذی بَرَكَةٍ. أَقِلُّوا مِنْ أَكْلِ الْحیتَانِ، فَإِنَّهَا تُذیبُ الْبَدَنَ، وَ تُكْثِرُ الْبَلْغَمَ، وَ تُغْلِظُ النَّفْسَ. لُحُومُ الْبَقَرِ دَاءٌ، وَ أَلْبَانُهَا دَوَاءٌ، وَ أَسْمَانُهَا شِفَاءٌ، وَ الشَّحْمُ یُخْرِجُ مِثْلَهُ مِنَ الدَّاءِ[38]. وَ أَطْیَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ فَرْخٍ قَدْ نَهَضَ أَوْ كَادَ یَنْهَضُ. تَنَزَّهُوا عَنْ أَكْلِ الطَّیْرِ الَّذی لَیْسَ لَهُ قَانِصَةٌ وَ لاَ صیصَةٌ وَ لاَ حَوْصَلَةٌ، وَ لاَ كَابِرَةٌ. وَ اتَّقُوا أَكْلَ كُلِّ ذی نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَ كُلِّ ذی مِخْلَبٍ مِنَ الطَّیْرِ. وَ لاَ تَأْكُلُوا الطَّحَالَ فَإِنَّهُ یَنْبُتُ مِنَ[39] الدَّمِ الْفَاسِدِ. إِتَّقُوا الْغُدَدَ مِنَ اللَّحْمِ، فَإِنَّهَا تُحَرِّكُ عِرْقَ الْجُذَامِ. فُقِدَتْ مِنْ بَنی إِسْرَائیلَ أُمَّتَانِ: وَاحِدَةٌ فِی الْبَحْرِ، وَ أُخْری فِی الْبَرِّ، فَلاَ تَأْكُلُوا إِلاَّ مَا عَرَفْتُمْ[40]. [صفحه 712] تَوَقُّوا الْبَرْدَ فی أَوَّلِهِ، وَ تَلَقُّوهُ فی آخِرِهِ، فَإِنَّهُ یَفْعَلُ فِی الأَبْدَانِ كَفِعْلِهِ فِی الأَشْجَارِ، أَوَّلُهُ یُحْرِقُ، وَ آخِرُهُ یُورِقُ. تَوَقُّوا الْحِجَامَةَ وَ النُّورَةَ یَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّ الأَرْبِعَاءَ نَحْسٌ مُسْتَمِرُّ، وَ فیهِ خُلِقَتْ جَهَنَّمُ. وَ فی یَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لاَ یَحْتَجِمْ فیهَا أَحَدٌ إِلاَّ مَاتَ. وَ مَنْ أَرَادَ الْبَقَاءَ، وَ لاَ بَقَاءَ، فَلْیُبَاكِرِ الْغَدَاءَ، وَ لْیَسْتَقِلَّ غِشْیَانَ النِّسَاءِ، وَ لْیُخَفِّفِ الرِّدَاءَ، و لْیُدیمَ الْحِذَاءَ. قیل: یا أمیر المؤمنین، و ما الرداء؟. قال علیه السلام: خِفَّةُ الدَّیْنِ. ثم قال علیه السلام: اَلاِسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ یَقْطَعُ الْبَوَاسیرَ. وَ غَسْلُ الثِّیَابِ یَذْهَبُ بِالْهَمِّ وَ الْحُزْنِ، وَ هُوَ طُهُورٌ لِلصَّلاَةِ. اَلْحُمَّی رَائِدُ الْمَوْتِ، وَ سِجْنُ اللَّهِ فِی الأَرْضِ، یَحْبِسُ بِهَا مَنْ یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَ هِیَ تَحِتُّ الذُّنُوبَ كَمَا یَتَحَاتُّ الْوَبَرُ عَنْ سَنَامِ الْبَعیرِ. لَیْسَ مِنْ دَاءٍ إِلاَّ وَ هُوَ دَاخِلُ الْجَوْفِ، إِلاَّ الْجِرَاحَةَ وَ الْحُمَّی، فَإِنَّهُمَا یَرِدَانِ عَلَی الْجَسَدِ وُرُوداً. إِكْسِروُا حَرَّ الْحُمّی بِالْبِنَفْسَجِ وَ الْمَاءِ الْبَارِدِ، فَإِنَّ حَرَّهُمَا مِنْ فَیْحِ جَهَنَّمَ. لاَ یَتَدَاوَی الْمُسْلِمُ حَتَّی یَغْلِبَ مَرَضُهُ صِحَّتَهُ[41]. اَلْعَیْنُ حَقُّ، وَ الرُّقی حَقُّ، وَ السِّحْرُ حَقُّ، وَ الْفَأْلُ حَقُّ. وَ الطِّیَرَةُ لَیْسَتْ بِحَقٍّ، وَ الْعَدْوی لَیْسَتْ بِحَقٍّ. وَ الطّیبُ[42] نُشْرَةٌ، وَ الْغُسْلُ[43] نُشْرَةٌ، وَ النَّظَرُ إِلَی الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ، وَ الرُّكُوبُ نُشْرَةٌ. [صفحه 713] إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتی مَریضاً أَوْ أُتِیَ إِلَیْهِ بِهِ قَالَ: أَذْهَبَ الْبَأْسَ رَبُّ النَّاسِ، إِشْفِ أَنْتَ الشَّافی، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءٌ لاَ یُغَادِرُ سَقَماً. إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ فِی الْمِرْآةِ فَلْیَقُلْ: اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذی خَلَقَنی فَأَحْسَنَ خَلْقی، وَ صَوَّرَنی فَأَحْسَنَ صُورَتی، وَ زَانَ مِنّی مَا شَانَ مِنْ غَیْری، وَ أَكْرَمَنی بِالإِسْلاَمِ. إِیَّاكُمْ وَ عَمَلَ الصُّوَرِ، فَمَنْ عَمِلَ الصُّوَرَ سُئِلَ عَنْهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ. إِیَّاكُمْ وَ الْكَسَلَ، فَإِنَّهُ مَنْ كَسِلَ لَمْ یُؤَدِّ حَقَّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. إِیَّاكُمْ وَ الزِّنَا، فَإِنَّ فیهِ سِتُ خِصَالٍ. ثَلاَثٌ فِی الدُّنْیَا، وَ ثَلاِثٌ فِی الآخِرَةِ: فَأَمَّا اللَّوَاتی فِی الدُّنْیَا، فَیَذْهَبُ بِالْبَهَاءِ، وَ یَقْطَعُ الرِّزْقَ الْحَلاَلَ، وَ یُعَجِّلُ الْفَنَاءَ إِلَی النَّارِ. وَ أَمَّا اللَّوَاتی فِی الآخِرَةِ، فَسُوءُ الْحِسَابِ، وَ سَخَطُ الرَّحمنِ، وَ الْخُلُودُ فِی النَّارِ. لاَ تَخَتَّمُوا بِغَیْرِ الْفِضَّةِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: مَا طَهَّرَ اللَّهُ یَداً فیهَا خَاتَمُ حَدیدٍ. وَ مَنْ نَقَشَ عَلی خَاتَمِهِ اسْماً مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَلْیُحَوِّلْهُ عَنِ الْیَدِ الَّتی یَسْتَنْجی بِهَا فِی الْمُتَوَضَّأِ. لاَ تَنْتُفُوا الشَّیْبَ فَإِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ، وَ مَنْ شَابَ شَیْبَةً فِی الإِسْلاَمِ كَانَ لَهُ نُوراً یَوْمَ الْقِیَامَةِ. لاَ یَتْفِلِ الْمُسْلِمُ فِی الْقِبْلَةِ، فَإِنْ فَعَلَ نَاسِیاً فَلْیَسْتَغْفِرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ. لاَ یَنْفُخِ الْمَرْءُ فی مَوْضِعِ سُجُودِهِ، وَ لاَ یَنْفُخْ فی طَعَامِهِ، وَ لاَ فی شَرَابِهِ، وَ لاَ فی تَعْویذِهِ. لاَ یَتَغَوَّطَنَّ أَحَدُكُمْ عَلَی الْمَحَجَّةِ[44]، وَ لاَ یَبُولَنَّ عَلی سَطْحٍ فِی الْهَوَاءِ، وَ لاَ فی مَاءٍ جَارٍ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَأَصَابَهُ شَیْ ءٌ فَلاَ یَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ. فَإِنَّ لِلْمَاءِ أَهْلاً، وَ لِلْهَوَاءِ أَهْلاً. وَ إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلاَ یَطْمَحَنَّ بِبَوْلِهِ فِی الْهَوَاءِ وَ لاَ یَسْتَقْبِلْ بِهِ الرّیحَ. إِلْبِسُوا ثِیَابَ الْقُطْنِ فَإِنَّهُ لِبَاسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ هُوَ لِبَاسُنَا، وَ لَمْ نَكُنْ نَلْبَسُ الصُّوفَ وَ لاَ الشَّعْرَ إِلاَّ مِنْ عِلَّةٍ. إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَمیلٌ یُحِبُّ الْجَمَالَ، وَ یُحِبُّ أَنْ یَری أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلی عَبْدِهِ. لاَ تَلْبَسُوا السَّوَادَ فَإِنَّهُ لِبَاسُ فِرْعَوْنَ. لاَ تَحْتَذُوا الْمُلَسَّنَ فَإِنَّهُ حِذَاءُ فِرْعَوْنَ، وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ حَذَا الْمُلَسَّنَ. [صفحه 714] تَنَزَّهُوا عَنْ قُرْبِ الْكِلاَبِ، فَمَنْ أَصَابَهُ كَلْبٌ جَافٌّ فَلْیَنْضَحْ ثَوْبَهُ بِالْمَاءِ، وَ إِنْ كَانَ الْكَلْبُ رَطْباً فَلْیَغْسِلْهُ. لاَ یَنَامُ الرَّجُلُ مَعَ الرَّجُلِ فی ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَ لاَ الْمَرْأَةُ مَعَ الْمَرْأَةِ فی ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَجَبَ عَلَیْهِ الأَدَبُ وَ هُوَ التَّعْزیرُ[45]. إِفْعَلُوا الْخَیْرَ وَ لاَ تَحْقِرُوا مِنْهُ شَیْئاً، فَإِنَّ صَغیرَهُ كَبیرٌ، وَ قَلیلَهُ كَثیرٌ. وَ لاَ یَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنَّ أَحَداً أَوْلی بِفِعْلِ الْخَیْرِ مِنّی، فَیَكُونُ، وَ اللَّهِ، كَذَلِكَ. إِنَّ لِلْخَیْرِ وَ الشَّرِّ أَهْلاً، فَمَهْمَا تَرَكْتُمُوهُ مِنْهُمَا كَفَاكُمُوهُ أَهْلُهُ. إِیَّاكُمْ وَ التَّسْویفَ فِی الْعَمَلِ، بَادِرُوا بِهِ إِذَا أَمْكَنَكُمْ. اَلْبِرُّ لاَ یَبْلی، وَ الذَّنْبُ لاَ یُنْسی، وَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذینَ اتَّقَوْا وَ الَّذینَ هُمْ مُحْسِنُونَ[46]. بَادِرُوا بِعَمَلِ الْخَیْرِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا عَنْهُ بِغَیْرِهِ. لاَ تَسْتَصْغِرُوا قلیلَ الإِثْمِ لَمَّا لَمْ تَقْدِرُوا عَلَی الْكَبیرِ، فَإِنَّ الصَّغیرَ یُحْصی وَ یُرْجَعُ إِلَی الْكَبیرِ[47]. أَحْسِنُوا فی عَقِبِ غَیْرِكُمْ تُحْفَظُوا[48] فی عَقِبِكُمْ. لاَ تَصْلُحُ الصَّنیعَةُ إِلاَّ عِنْدَ ذی حَسَبٍ أَوْ دینٍ[49]. أَقیلُوا ذَوِی الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ، فَمَا یَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلاَّ وَ یَدُ اللَّهِ بِیَدِهِ تَرْفَعُهُ. صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَ لَوْ بِالسَّلاَمِ، لِقَوْلِ اللَّهِ: وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذی تَسَاءَلُونَ بِهِ وَ الأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَیْكُمْ رَحیماً 6. لِیَتَزَیَّنَ أَحَدُكُمْ لأَخیهِ الْمُسْلِمِ إِذَا أَتَاهُ كَمَا یَتَزَیَّنُ لِلْغَریبِ الَّذی یُحِبُّ أَنْ یَرَاهُ فی أَحْسَنِ هَیْئَةٍ. [صفحه 715] تَنَظَّفُوا بِالْمَاءِ مِنَ الرّیحِ الْمُنْتِنَةِ الَّتی یُتَأَذَّی بِهِ. وَ تَعَهَّدُوا أَنْفُسَكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُبْغِضُ مِنْ عِبَادِهِ الْقَاذُورَةَ الَّذی یَتَأَفَّفُ بِهِ مَنْ جَلَسَ إِلَیْهِ. رَوِّضُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَی الأَخْلاَقِ الْحَسَنَةِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ یَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلْقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ. إِطْرَحُوا سُوءَ الظَّنِّ بَیْنَكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَهی عَنْ ذَلِكَ. اَلْمُسْلِمُ مِرْآةُ أَخیهِ، فَإِذَا رَأَیْتُمْ مِنْ أَخیكُمْ هَفْوَةً فَلاَ تَكُونُوا عَلَیْهِ إِلْباً، وَ كُونُوا لَهُ كَنَفْسِه، وَ أَرْشِدُوهُ، وَ انْصَحُوا لَهُ، وَ تَرَفَّقُوا بِهِ. وَ إِیَّاكُمْ وَ الْخِلاَفَ فَتَمَزَّقُوا. وَ عَلَیْكُمْ بِالْقَصْدِ تُزْلَفُوا وَ تُرْجَوْا [ وَ ] تُؤْجَرُوا. إِذَا لَقیتُمْ إِخْوَانَكُمْ فَتَصَافَحُوا، وَ أَظْهِرُوا لَهُمُ الْبَشَاشَةَ وَ الْبِشْرَ، تَتَفَرَّقُوا وَ مَا عَلَیْكُمْ مِنَ الأَوْزَارِ قَدْ ذَهَبَ. إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَسَمِّتُوهُ [ وَ ] قُولُوا: یَرْحَمُكَ اللَّهُ. وَ هُوَ یَقُولُ: یَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَ یَرْحَمُكُمْ. قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالی: وَ إِذَا حُیّیتُمْ بِتَحِیَّةٍ فَحَیُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا[50]. صَافِحْ عَدُوَّكَ وَ إِنْ كَرِهَ، فَإِنَّهُ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ عِبَادَهُ، یَقُولُ: إِدْفَعْ بِالَّتی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذی بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِیٌّ حَمیمٌ وَ مَا یُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذینَ صَبَرُوا وَ مَا یُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظیمٍ[51]. مَا یُكَافَأُ عَدُوُّكَ بِشَیْ ءٍ أَشَدُّ عَلَیْهِ مِنْ أَنْ تُطیعَ أَمْرَ اللَّهِ فیهِ. وَ حَسْبُكَ أَنْ تَری عَدُوَّكَ یَعْمَلُ بِمَعَاصِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[52]. إِذَا احْتَشَمَ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَقَدْ فَارَقَهُ. مَوَدَّةُ ذَوِی الدّینِ بَطیئَةُ الاِنْقِطَاعِ، دَائِمَةُ الثَّبَاتِ وَ الْبَقَاءِ. وَ[53] مَوَدَّةُ الآبَاءِ قَرَابَةٌ بَیْنَ الأَبْنَاءِ. [صفحه 716] وَ الْقَرَابَةُ إِلَی الْمَوَدَّةِ أَحْوَجُ مِنَ الْمَوَدَّةِ إِلَی الْقَرَابَةِ. إِرْحَمُوا ضُعَفَاءَكُمْ، وَ اطْلُبُوا الرَّحْمَةَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ. لاَ تُحَقِّرُوا ضُعَفَاءَ إِخْوَانِكُمْ، فَإِنَّهُ مَنِ احْتَقَرَ مُؤْمِناً حَقَّرَهُ اللَّهُ وَ لَمْ یَجْمَعْ بَیْنَهُمَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلاَّ أَنْ یَتُوبَ. وَ لاَ یُكَلِّفُ الْمَرْءُ أَخَاهُ الطَّلَبَ إِلَیْهِ إِذَا عَرَفَ حَاجَتَهُ. إِذَا قَالَ الْمُؤْمِنُ لأَخیهِ: أُفٍّ، انْقَطَعَ مَا بَیْنَهُمَا. وَ إِذَا قَالَ لَهُ: أَنْتَ كَافِرٌ، كَفَرَ أَحَدُهُمَا. وَ إِذَا اتَّهَمَهُ انْمَاثَ الإِسْلاَمُ فی قَلْبِهِ كَمَا یَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِی الْمَاءِ. مَنْ قَالَ لِمُسْلِمٍ قَوْلاً یُریدُ بِهِ انْتِقَاصَ مُرُوءَتِهِ، حَبَسَهُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فی طینَةِ خِبَالٍ حَتَّی یَأْتِیَ مِمَّا قَالَ بِمَخْرَجٍ. تَزَاوَرُوا، [ وَ ] تَوَازَرُوا، وَ تَبَاذَلُوا، وَ لاَ تَكُونُوا بِمَنْزِلَةِ الْمُنَافِقِ الَّذی یَصِفُ مَا لاَ یَفْعَلُ. اَلْمُؤْمِنُ لاَ یَغِشُّ[54] أَخَاهُ، وَ لاَ یَخُونُهُ، وَ لاَ یَتَّهِمُهُ، وَ لاَ یَخْذُلُهُ، وَ لاَ یَقُولُ لَهُ: أَنَا مِنْكَ بَری ءٌ. أُطْلُبْ لأَخیكَ عُذْراً[55]، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ لَهُ عُذْراً[56] فَالْتَمِسْ لَهُ عُذْرَاً. إِیَّاكُمْ وَ غیبَةَ الْمُسْلِمِ، فَإِنَّ الْمُسْلِمَ لاَ یَغْتَابُ أَخَاهُ، وَ قَدْ نَهَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَ لاَ یَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَیُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْكُلَ لَحْمَ أَخیهِ مَیْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ[57]. إِتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنینَ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ[58] تَعَالی جَعَلَ[59] الْحَقَّ عَلی أَلْسِنَتِهِمْ. لاَ تَقْطَعُوا نَهَارَكُمْ بِكَیْتَ وَ كَیْتَ، وَ فَعَلْنَا كَذَا وَ كَذَا، فَإِنَّ مَعَكُمْ حَفَظَةً یَحْفَظُونَ عَلَیْكُمْ وَ عَلَیْنَا. وَ اذْكُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ مَكَانٍ فَإِنَّهُ مَعَكُمْ. وَ لْیَكُنْ جُلُّ كَلاَمِكُمْ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. [صفحه 717] وَ صَلُّوا عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ، فَإِنَّ اللَّهَ یَتَقَبَّلُ دُعَاءَكُمْ عِنْدَ ذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَ دُعَائِكُمْ لَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ. اَلْمُؤْمِنُ نَفْسُهُ مِنْهُ فی تَعَبٍ، وَ النَّاسُ مِنْهُ فی رَاحَةٍ[60]. قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِیَّةٌ، فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَیْهِ. لاَ یَكُونُ الصَّدیقُ صَدیقاً حَتَّی یَحْفَظَ أَخَاهُ فی ثَلاَثٍ: فی نَكْبَتِهِ، وَ غَیْبَتِهِ، وَ وَفَاتِهِ[61]. اَلثَّنَاءُ بِأَكْثَرَ مِنَ الاِسْتِحُقَاقِ مَلَقٌ، وَ التَّقْصیرُ عَنِ الاِسْتِحْقَاقِ عِیٌّ أَوْ حَسَدٌ. شَارِكُوا الَّذی قَدْ أَقْبَلَ عَلَیْهِ الرِّزْقُ، فَإِنَّهُ أَخْلَقُ لِلْغِنی، وَ أَجْدَرُ بِإِقْبَالِ الْحَظِّ عَلَیْهِ. إِذَا كَانَ فی رَجُلٍ خَلَّةٌ رَائِقَةٌ[62] فَانْتَظِرُوا أَخَوَاتِهَا. إِیَّاكُمْ وَ الْجِدَالَ، فَإِنَّهُ یُورِثُ الشَّكَّ. إِحْسَبُوا كَلاَمَكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ یَقِلُّ كَلاَمُكُمْ إِلاَّ فِی الْخَیْرِ. كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَ سَلِّمُوا تَسْلیماً تَغْتَنِمُوا[63]، [ فَ ] رُبَّ قَوْلٍ أنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ، وَ رُبَّ فِتْنَةٍ أَثَارَهَا قَوْلٌ. بِاللِّسَانِ یُكَبُّ أَهْلُ النَّارِ فِی النَّارِ، وَ بِاللِّسَانِ یَسْتَوْجِبُ أَهْلُ الْقُبُورِ النُّورَ، فَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَ اشْغَلُوهَا بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. أَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلی مَنِ ائْتَمَنَكُمْ وَ لَوْ إِلی قَتَلَةِ الأَنْبِیَاءِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ. َوْفُوا بِالْعُهُودِ إِذَا عَاهَدْتُمْ، فَمَا زَالَتْ نِعْمَةٌ عَنْ قَوْمٍ وَ لاَ نَضَارَةُ عَیْشٍ إِلاَّ بِذُنُوبٍ اجْتَرَحُوهَا، [صفحه 718] وَ إِنَّ اللَّهَ لَیْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبیدِ[64]. وَ لَوْ أَنَّهُمُ اسْتَقْبَلُوا ذَلِكَ بِالدُّعَاءِ لَمْ تَزَلْ. وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذَا نَزَلَتْ بِهِمُ النِّقَمُ، أَوْ زَالَتْ عَنْهُمُ النِّعَمُ فَزِعُوا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِصِدْقٍ مِنْ نِیَّاتِهِمْ، وَ لَمْ یَهِنُوا، وَ لَمْ یُسْرِفُوا، لأَصْلَحَ اللَّهُ لَهُمْ كُلَّ فَاسِدٍ، وَ رَدَّ عَلَیْهِمْ كُلَّ صَالِحٍ. وَ إِذَا ضَاقَ الْمُسْلِمُ فَلاَ یَشْكُوَنَّ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لكِنْ یَشْكُو إِلَیْهِ، فَإِنَّ بِیَدِهِ مَقَالیدُ الأُمُورِ وَ تَدْبیرُهَا فِی السَّموَاتِ وَ الأَرَضینَ وَ مَا فیهِنَّ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظیمِ، وَ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمینَ. إِتَّبِعُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَإِنَّهُ قَالَ: مَنْ فَتَحَ عَلی نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ بَابَ فَقْرٍ. تَعَرَّضُوا لِلتِّجَارَةِ، فَإِنَّ فیهِ غِنیً عَمَّا فی أَیْدِی النَّاسِ، وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُحْتَرِفَ الأَمینَ[65]. مَنِ اتَّجَرَ بِغَیْرِ فِقْهٍ فَقَدِ ارْتَطَمَ فِی الرِّبَا، فَلاَ یَقْعُدْ فِی السُّوقِ إِلاَّ مَنْ یَعْقِلُ الشَّرَاءَ وَ الْبَیْعَ. أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا دَخَلْتُمُ الأَسْوَاقَ، وَ عِنْدَ اشْتَغَالِ النَّاسِ بِالتِّجَارَاتِ، فَإِنَّهُ كَفَّارَةٌ لِلذُّنُوبِ، وَ زِیَادَةٌ فِی الْحَسَنَاتِ، وَ لاَ تَكُونُوا مِنَ الْغَافِلینَ. إِذَا اشْتَرَیْتُمْ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ مِنَ السُّوقِ، فَقُولُوا حینَ تَدْخُلُونَ الأَسْوَاقَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. اَللَّهُمَّ إِنّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَفْقَةٍ خَاسِرَةٍ، وَ یَمینٍ فَاجِرَةٍ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ بَوَاءِ الإِثْمِ. أَلِمُّوا بِالْقُبُورِ الَّتی أَلْزَمُكُمْ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَقَّ سُكّانِهَا، وَ زُرُوهَا، وَ اطْلُبُوا الرِّزْقَ عِنْدَهَا، فَإِنَّهُمْ یَفْرَحُونَ بِزِیَارَتِكُمْ. أَكْثِرُوا ذِكْرَ الْمَوْتِ، وَ یَوْمَ خُرُوجِكُمْ مِنَ الْقُبُورِ، وَ قِیَامِكُمْ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ، تَهُنْ عَلَیْكُمُ الْمَصَائِبُ. لاَ یَمینَ لِلْوَلَدِ مَعَ وَالِدِهِ، وَ لاَ لِلْمَرْأَةِ مَعَ زَوْجِهَا، وَ لاَ لِعَبْدٍ مَعَ مَوْلاَهُ. مَنْ أَحْزَنَ وَالِدَیْهِ فَقَدْ عَقَّهُمَا. لِیَطْلُبَ الرَّجُلُ الْحَاجَةَ عِنْدَ قَبْرِ أَبیهِ وَ أُمِّهِ بَعْدَ مَا یَدْعُو لَهُمَا. [صفحه 719] مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ یَعْلَمَ كَیْفَ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْیَنْظُرْ كَیْفَ مَنْزِلَةُ اللَّهِ مِنْهُ عِنْدَ الذُّنُوبِ، كَذَلِكَ تَكُونُ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالی. أَوَّلُ مَا یَجِبُ عَلَیْكُمْ للَّهِ سُبْحَانَهُ شُكْرُ أَیَادیهِ وَ ابْتِغَاءُ مَرَاضیهِ[66]، [ وَ ] أَقَلُّ مَا یَلْزَمُكُمْ للَّهِ تَعَالی أَنْ لاَ تَسْتَعینُوا بِنِعَمِهِ عَلی مَعَاصیهِ. إِذَا وَصَلَتْ إِلَیْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ. أَحْسِنُوا صُحْبَةَ النِّعَمِ قَبْلَ فِرَاقِهَا، فَإِنَّهَا تَزُولُ وَ تَشْهَدُ عَلی صَاحِبِهَا بِمَا عَمِلَ فیهَا. مَنْ رَضِیَ مِنَ اللَّهِ بِالْیَسیرِ مِنَ الرِّزْقِ رَضِیَ اللَّهُ مِنْهُ بِالْیَسیرِ مِنَ الْعَمَلِ. إِیَّاكُمْ وَ التَّفْریطَ فَإِنَّهُ یُورِثُ الْحَسْرَةَ حینَ لاَ تَنْفَعُ الْحَسْرَةُ. إِذَا لَقیتُمْ عَدُوَّكُمْ فِی الْحَرْبِ فَأَقِلُّوا الْكَلاَمَ، وَ أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ، وَ لاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ فَتُسْخِطُوا اللَّهَ وَ تَسْتَوْجِبُوا غَضَبَهُ. إِذَا رَأَیْتُمْ مِنْ إِخْوَانِكُمُ فِی الْحَرْبِ الْمَجْرُوحَ، أَوْ مَنْ قَدْ نُكِّلَ بِهِ أَوْ مَنْ قَدْ طَمِعَ عَدُوُّكُمْ فیهِ، فَقُوهُ بِأَنْفُسِكُمْ. إِصْطَنِعُوا الْمَعْرُوفَ بِمَا قَدَرْتُمْ عَلَی اصْطِنَاعِهِ، فَإِنَّهُ یَقی مَصَارِعَ السُّوءِ[67]. تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالی[68] عَلی قَدْرِ الْمَؤُونَةِ. أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، فَإِنَّ الْمُنْفِقَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فی سَبیلِ اللَّهِ[69]. مَنْ أَیْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِیَّةِ، وَ سَخَتْ نَفْسُهُ بِالنَّفَقَةِ. إِذَا نَاوَلْتُمْ سَائِلاً شَیْئاً فَاسْأَلُوهُ أَنْ یَدْعُوَ لَكُمْ، فَإِنَّهُ یُجَابُ فیكُمْ وَ لاَ یُجَابُ فی نَفْسِهِ، لأَنَّهُمْ یَكْذِبُونَ، وَ لْیَرُدَّ الَّذی یُنَاوِلُهُ یَدَهُ إِلی فیهِ فَلْیُقَبِّلْهَا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْخُذُهَا قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فی یَدِ [صفحه 720] السَّائِلِ. قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالی: أَلَمْ یَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَ یَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ[70]. تَصَدَّقُوا بِاللَّیْلِ، فَإِنَّ الصَّدَقَةَ بِاللَّیْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ[71]. إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً، وَ إِقْبَالاً وَ إِدْبَاراً، فَأْتُوهَا مِنْ قِبَلِ شَهْوَتِهَا وَ إِقْبَالِهَا، فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أُكْرِهَ عَمِیَ. إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمِلُّ كَمَا تَمِلُّ الأَبْدَانُ، فَابْتَغُوا[72] لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ. أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ عَلَی الطَّعَامِ وَ لاَ تَلْغَطُوا فیهِ، فَإِنَّهُ نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ، وَ رِزْقٌ مِنْ رِزْقِهِ، یَجِبُ عَلَیْكُمْ فیهِ شُكْرُهُ وَ حَمْدُهُ. إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ عَلَی الطَّعَامِ، فَلْیَجْلِسْ جِلْسَةَ الْعَبْدِ، وَ لْیَأْكُلْ عَلَی الأَرْضِ، وَ لاَ یَضَعْ إِحْدی رِجْلَیْهِ عَلَی الأُخْری، وَ لاَ یَتَرَبَّعَ، فَإِنَّهَا جِلْسَةٌ یَبْغُضُهَا اللَّهُ وَ یَمْقُتُ صَاحِبَهَا. كُلُوا مَا یَسْقُطُ مِنَ الْخِوَانِ، فَإِنَّ فیهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ یَسْتَشْفِیَ بِهِ. إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمُ الطَّعَامَ فَمَصَّ أَصَابِعَهُ الَّتی أَكَلَ بِهَا، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرُهُ: بَارَكَ اللَّهُ فیكَ. لاَ تَعَجِّلُوا الرَّجُلَ عِنْدَ طَعَامِهِ حَتَّی یَفْرَغَ، وَ لاَ عِنْدَ غَائِطِهِ حَتَّی یَأْتِیَ عَلی حَاجَتِهِ. لاَ یَشْرَبْ أَحَدُكُمُ الْمَاءَ قَائِماً، فَإِنَّهُ یُورِثُ الدَّاءَ الَّذی لاَ دَوَاءَ لَهُ إِلاَّ أَنْ یُعَافِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ[73]. عَشَاءُ الأَنْبِیَاءِ بَعْدَ الْعَتْمَةِ، فَلاَ تَدَعُوا الْعَشَاءَ فَإِنَّ تَرْكَهُ خَرَابُ الْبَدَنِ. لِكُلِّ شَیْ ءٍ ثَمَرَةٌ، وَ ثَمَرَةُ الْمَعْرُوفِ تَعْجیلُ السَّرَاحِ. إِذَا قَرَأْتُمْ: وَ التّینِ...[74] فَقُولُوا فی آخِرِهَا: وَ نَحْنُ عَلی ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدینَ. [صفحه 721] وَ إِذَا قَرَأْتُمْ: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ...[75]، فَقُولُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ حَتَّی تَبْلُغُوا إِلی قَوْلِهِ: وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ[76]. یَنْزِلُ الصَّبْرُ [ مِنَ ] اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالی[77] عَلی قَدْرِ الْمُصیبَةِ. وَ مَنْ ضَرَبَ یَدَهُ[78] عَلی فَخِذِهِ[79] عِنْدَ مُصیبَتِهِ[80] فَقَدْ[81] حَبِطَ أَجْرُهُ[82]. اَلسَّعیدُ مَنْ وُعِظَ بِغَیْرِهِ فَاتَّعَظَ[83]. اَلْعُمْرُ الَّذی أَعْذَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ[84] فیهِ إِلَی ابْنِ آدَمَ سِتُّونَ سَنَةً. لاَ نَذْرَ فی مَعْصِیَةٍ، وَ لاَ یَمینَ فی قَطیعَةٍ[85]. اَلْمَسْؤُولُ حُرٌّ حَتَّی یَعِدَ. اَلدَّاعی بِلاَ عَمَلٍ كَالرَّامی[86] بِلاَ وَتَرٍ. اَلْمَقْتُولُ دُونَ مَالِهِ شَهیدٌ. اَلْمَغْبُونُ غَیْرُ مَحْمُودٍ وَ لاَ مَأْجُورٍ. لاَ وِصَالَ فی صِیَامٍ، وَ لاَ صَمْتَ یَوْماً إِلَی اللَّیْلِ إِلاَّ فی ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. [صفحه 722] لاَ تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وَ لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ. لاَ تَعَجَّلُوا الأُمُورَ قَبْلَ بُلُوغِهَا فَتَنْدَمُوا، وَ لاَ یَطُولَنَّ عَلَیْكُمُ الأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ. اَلدُّنْیَا دُوَلٌ، فَاطْلُبْ حَظَّكَ مِنْهَا بِأَجْمَلِ الطَّلَبِ، وَ اصْطَبِرْ حَتَّی تَأْتِیَكَ دُوْلَتُكَ[87]. صَوَابُ الرَّأْیِ بِالدُّوَلِ، یُقْبِلُ بِإِقْبَالِهَا، وَ یَذْهَبُ بِذَهَابِهَا. مُزَاوَلَةُ قَلْعِ الْجِبَالِ، أَیْسَرُ مِنْ مُزَاوَلَةِ مُلْكٍ مُؤَجَّلٍ. وَ اسْتَعینُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ للَّهِ یُورِثُهَا مَنْ یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقینَ[88]. مِنَ الْخُرْقِ الْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ الاِمْكَانِ، وَ الأَنَاةُ بَعْدَ الْفُرْصَةِ. إِسْتَعیذُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ غَلَبَةِ الدَّیْنِ[89]، [ فَإِنَّهُ ] یَنَامُ الرَّجُلُ عَلَی الثُّكْلِ، وَ لاَ یَنَامُ عَلَی الْحَرَبِ. إِذَا كَسَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُؤْمِناً ثَوْباً جَدیداً فَلْیَتَوَضَّأْ وَ لْیُصَلِّ رَكْعَتَیْنِ، یَقْرَأُ فیهِمَا: أُمَّ الْكِتَابِ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فی لَیْلَةِ الْقَدْرِ. ثُمَّ لِیَحْمِدِ اللَّهِ الَّذی سَتَرَ عَوْرَتَهُ وَ زَیَّنَهُ فِی النَّاسِ، وَ لْیُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ، فَإِنَّهُ لاَ یَعْصِی اللَّهَ فیهِ. عَلَیْكُمْ بِالصَّفیقِ مِنَ الثِّیَابِ، فَإِنَّهُ مَنْ رَقَّ ثَوْبُهُ رَقَّ دینُهُ. لاَ یَقُومَنَّ أَحَدُكُمْ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ عَلَیْهِ ثَوْبٌ یَشِفُّ. تَشْمیرُ الثِّیَابِ طُهُورٌ لَهَا، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالی: وَ ثِیَابَكَ فَطَهِّرْ[90]، أَیْ فَشَمِّرْ. لَیْسَ لِلرَّجُلِ أَنْ یَكْشِفَ ثِیَابَهُ عَنْ فَخِذِهِ وَ یَجْلُسَ بَیْنَ یَدَیْ قَوْمٍ. صُومُوا ثَلاَثَةَ أَیَّامٍ فی كُلِّ شَهْرٍ فَهِیَ تَعْدِلُ صَوْمَ الدَّهْرِ، وَ نَحْنُ نَصُومُ خَمیسَیْنِ بَیْنَهُمَا أَرْبِعَاءُ. لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ جَهَنَّمَ یَوْمَ الأَرْبِعَاءِ. فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ مِنْهَا. [صفحه 723] وَ صَوْمُ شَهْرِ شَعْبَانَ یَذْهَبُ بِوَسْوَاسِ الصَّدْرِ وَ بَلاَبِلِ الْقَلْبِ. لَیْسَ لِلْعَبْدِ أَنْ یَخْرُجَ فی سَفَرٍ إِذَا حَضَرَ شَهْرُ رَمَضَانَ، لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ[91]. فی كُلِّ امْرِئٍ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلاَثٍ: اَلطِّیَرَةُ، وَ الْكِبْرُ، وَ التَّمَنّی. فَإِذَا تَطَیَّرَ أَحَدُكُمْ فَلْیَمْضِ عَلی طِیَرَتِهِ، وَ لْیَذْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ. وَ إِذَا خَشِیَ الْكِبْرَ فَلْیَأْكُلْ مَعَ عَبْدِهِ وَ خَادِمِهِ، وَ لْیَحْلُبِ الشَّاةَ. وَ إِذَا تَمَنَّی فَلْیَسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَبْتَهِلْ إِلَیْهِ، وَ لاَ تُنَازِعْهُ نَفْسُهُ إِلَی الإِثْمِ. شَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَ خَیْرُ الأُمُورِ مَا كَانَ للَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ رِضیً[92]. إِنَّ الْمِسْكینَ رَسُولُ اللَّهِ، فَمَنْ مَنَعَهُ فَقَدْ مَنَعَ اللَّهَ، وَ مَنْ أَعْطَاهُ فَقَدْ أَعْطَی اللَّهَ سُبْحَانَهُ. سِرَاجُ الْمُؤْمِنِ مَعْرِفَةُ حَقِّنَا، وَ أَشَدُّ النَّاسِ عَمیً مَنْ عَمِیَ عَنْ حُبِّنَا وَ فَضْلِنَا، وَ نَاصَبَنَا الْعَدَاوَةَ بِلاَ ذَنْبٍ سَبَقَ إِلَیْهِ مِنَّا، إِلاَّ أَنَّا دَعَوْنَاهُ إِلَی الْحَقِّ وَ الدّینِ، وَ دَعَاهُ سِوَانَا إِلَی الْفِتْنَةِ وَ الدُّنْیَا، فَآثَرَهُمَا، وَ نَصَبَ الْبَرَاءَةَ مِنَّا وَ الْعَدَاوَةَ لَنَا. وَ أَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ عَرَفَ فَضْلَنَا، وَ تَقَرَّبَ إِلَی اللَّهِ بِنَا، وَ أَخْلَصَ حُبَّنَا، وَ عَمِلَ بِمَا إِلَیْهِ نَدَبْنَا، وَ انْتَهی عَمَّا عَنْهُ نَهَیْنَا، فَذَاكَ مِنَّا، وَ هُوَ فی دَارِ الْمُقَامَةِ مَعَنَا. مَثَلُ أَهْلِ الْبَیْتِ كَمَثَلِ سَفینَةِ نُوحٍ، مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ. إِیَّاكُمْ وَ الْغُلُوَّ فینَا، قُولُوا: إِنَّا عِبَادٌ مَرْبُوبُونَ، وَ اعْتَقِدُوا فی فَضْلِنَا مَا شِئْتُمْ. مَنْ أَحَبَّنَا فَلْیَعْمَلْ بِعَمَلِنَا، وَ لْیَسْتَعِنْ بِالْوَرَعِ، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مَا یُسْتَعَانُ بِهِ فِی الدُّنْیَا وَ الآخِرَةِ. لاَ تُجَالِسُوا لَنَا عَائِباً، وَ لاَ تَمْدَحُونَا عِنْدَ عَدُوِّنَا مُعْلِنینَ بِإِظْهَارِ حُبَّنَا، فَتُذِلُّوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ سُلْطَانِكُمْ. لَنَا رَایَةُ الْحَقِّ، مَنِ اسْتَظَلَّ بِهَا كَنَّتْهُ، وَ مَنْ سَبَقَ إِلَیْهَا فَازَ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ، وَ مَنْ فَارَقَهَا هَوی، وَ مَنْ تَمَسَّكَ بِهَا نَجَا. نَحْنُ الْخُزَّانُ لِدینِ اللَّهِ، وَ نَحْنُ مَصَابیحُ الْعِلْمِ، إِذَا مَضی مِنَّا عَلَمٌ بَدَا عَلَمٌ. [صفحه 724] لاَ یَضِلُّ مَنِ اتَّبَعَنَا، وَ لاَ یَهْتَدی مَنْ أَنْكَرَنَا، وَ لاَ یَنْجُو مَنْ أَعَانَ عَلَیْنَا عَدُوَّنَا، وَ لاَ یُعَانُ مَنْ أَسْلَمَنَا، فَلاَ تَتَخَلَّوْا عَنَّا لِطَمَعٍ فی دُنْیَا، وَ حُطَامٍ زَائِلٍ عَنْكُمْ وَ أَنْتُمْ تَزُولُونَ عَنْهُ. فَإِنَّ مَنْ آثَرَ الدُّنْیَا عَلَی الآخِرَةِ وَ اخْتَارَهَا عَلَیْنَا عَظُمَتْ حَسْرَتُهُ غَداً، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یَا حَسْرَتی عَلی مَا فَرَّطْتُ فی جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرینَ[93]. نَحْنُ بَابُ الْجَنَّةِ إِذَا بُعِثُوا وَ ضَاقَتْ بِهِمُ الْمَذَاهِبُ. وَ نُحْنُ بَابُ حِطَّةٍ وَ هُوَ بَابُ السَّلاَمِ، مَنْ دَخَلَهُ نَجَا، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ هَوی[94]. أَنَا یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنینَ، وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الْفُجَّارِ الظَّلَمَةِ، فَبی یَلُوذُ الْمُؤْمِنُونَ، وَ بِهذَا یَلُوذُ الْمُنَافِقُونَ. وَ اللَّهِ لاَ یُحِبُّنی إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَ لاَ یُبْغِضُنی إِلاَّ مُنَافِقٌ. أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ مَعَهُ عِتْرَتُهُ وَ سِبْطَاهُ عَلَی الْحَوْضِ، فَمَنْ أَرَادَنَا فَلْیَأْخُذْ بِقَوْلِنَا، وَ لْیَعْمَلْ بِعَمَلِنَا، فَإِنَّ لِكُلِّ أَهْلِ بَیْتٍ نَجیبٌ، وَ لَنَا شَفَاعَةٌ، وَ لأَهْلِ مَوَدَّتِنَا شَفَاعَةٌ. فَتَنَافَسُوا فی لِقَائِنَا عَلَی الْحَوْضِ، فَإِنَّا لَنَذُودُ عَنْهُ أَعْدَاءَنَا، وَ نَسْقی مِنْهُ أَحِبَّاءَنَا وَ أَوْلِیَاءَنَا، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ یَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً. وَ حَوْضُنَا مُتَّرِعٌ فیهِ مَثْعَبَانِ یَنْصَبَّانِ مِنَ الْجَنَّةِ: أَحَدُهُمَا تَسْنیمٍ، وَ الآخَرُ مَعینٍ. عَلی حَافَّتَیْهِ الزَّعْفَرَانُ، وَ حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ وَ الْیَاقُوتُ، وَ هُوَ الْكَوْثَرُ. فَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلی مَا اخْتَصَّكُمْ بِهِ مِنْ بَادِی النِّعَمِ وَ عَلی طیبِ الْوِلاَدَةِ. نَحْنُ أَهْلُ بَیْتٍ بِنَا مَیَّزَ اللَّهُ الْكَذِبَ، وَ بِنَا فَتَحَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ، وَ بِنَا یَخْتِمُ اللَّهُ.، وَ بِنَا یَمْحُو اللَّهُ مَا یَشَاءُ وَ بِنَا یُثْبِتُ، وَ بِنَا یَدْفَعُ[95] اللَّهُ الزَّمَانَ الْكَلِبِ، وَ بِنَا یَنْزِعُ اللَّهُ رِبْقَ الذُّلِّ، وَ بِنَا یُنَزِّلُ الْغَیْثَ، فَاعْتَبِرُوا بِنَا وَ بِعَدُوِّنَا، وَ بِهُدَانَا وَ بِهُدَاهُمْ، وَ بِسیرَتِنَا وَ بِسیرَتِهِمْ، وَ بِمیتَتِنَا وَ بِمیتَتِهِمْ، وَ لاَ یَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ[96]. [صفحه 725] إِنَّ ذِكْرَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ شِفَاءٌ مِنَ الْعِلَلِ وَ الأَسْقَامِ وَ وَسْوَاسِ الرَّیبِ[97]، وَ إِنَّ حُبَّنَا رِضَی الرَّبِّ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ الآخِذُ بِأَمْرِنَا وَ طَریقَتِنَا وَ مَذْهَبِنَا مَعَنَا غَداً فی حَظیرَةِ الْفِرْدَوْسِ، وَ الْمُنْتَظِرُ لأَمْرِنَا كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمَهِ فی سَبیلِ اللَّهِ. إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالی اطَّلَعَ إِلَی الأَرْضِ فَاخْتَارَنَا، وَ اخْتَارَ لَنَا شیعَةً یَنْصُرُونَنَا، وَ یَفْرَحُونَ بِفَرَحِنَا، وَ یَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا، وَ یَبْذُلُونَ أَمْوَالَهُمْ وَ أَنْفُسَهُمْ فینَا، فَأُولئِكَ مِنَّا وَ إِلَیْنَا، وَ هُمْ مَعَنَا فِی الْجَنَّةِ. مَا مِنْ شیعَتِنَا أَحَدٌ یُقَارِفُ أَمْراً نَهَیْنَاهُ عَنْهُ فَیَمُوتُ حَتَّی یُبْتَلی بِبَلِیَّةٍ تُمَحَّصُ بِهَا ذُنُوبُهُ، إِمَّا فی مَالٍ وَ إِمَّا فی وَلَدٍ، وَ إِمَّا فی نَفْسِهِ، حَتَّی یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَا لَهُ ذَنْبٌ، وَ إِنَّهُ لَیَبْقی عَلَیْهِ الشَّیْ ءُ مِنْ ذُنُوبِهِ، فَیُشَدَّدُ عَلَیْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَتُمَحَّصُ ذُنُوبُهُ. اَلْمَیِّتُ مِنْ شیعَتِنَا صِدّیقٌ شَهیدٌ، صَدَّقَ بِأَمْرِنَا، وَ أَحَبَّ فینَا، وَ أَبْغَضَ فینَا. یُریدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ الَّذینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدّیقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ[98]. شیعَتُنَا بِمَنْزِلَةِ النَّحْلِ فِی الطَّیْرِ، لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنَ الطَّیْرِ إِلاَّ وَ هُوَ یَسْتَضْعِفُهَا، وَ لَوْ أَنَّ الطَّیْرَ تَعْلَمُ مَا فی جَوْفِ النَّحْلِ مِنَ الْبَرَكَةِ مَا بَقِیَ مِنْهَا شَیْ ءٌ إِلاَّ أَكَلَتْهُ، وَ لَوْ أَنَّ النَّاسَ عَلِمُوا مَا فی أَجْوَافِكُمْ أَنَّكُمْ تُحِبُّونَا أَهْلَ الْبَیْتِ لأَكَلُوكُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ. كُلُّ عَیْنٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَاكِیَةٌ، وَ كُلُّ عَیْنٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ سَاهِرَةٌ، إِلاَّ عَیْنُ مَنِ اخْتَصَّهُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ، وَ بَكی عَلی مَا یُنْتَهَكُ مِنَ الْحُسَیْنِ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ. إِفْتَرَقَتْ بَنُو إِسْرَائیلَ عَلَی اثْنَتَیْنِ وَ سَبْعینَ فِرْقَةً، وَ وَالَّذی نَفْسی بِیَدِهِ سَتَفْتَرِقُ هذِهِ الأُمَّةُ عَلی ثَلاَثٍ وَ سَبْعینَ فِرْقَةً، اثْنَتَانِ وَ سَبْعینَ فِی النَّارِ وَ وَاحِدَةٌ فِی الْجَنَّةِ، وَ هُمُ الَّذینَ قَالَ اللَّهُ: وَ مِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ[99]. وَ هُمْ أَنَا وَ شیعَتی. مَنْ أَذَاعَ سِرَّنَا أَذَاقَهُ اللَّهُ بَأْسَ الْحَدیدِ. إِذَا سَمِعْتُمْ مِنْ حَدیثِنَا مَا لاَ تَعْرِفُونَ فَرُدُّوهُ إِلَیْنَا وَقِفُوا عِنْدَهُ، وَ سَلِّمُوا حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَكُمُ الْحَقُّ، [صفحه 726] وَ لاَ تَكُونُوا مَذَاییعَ عُجَّلاً. إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَیَنْظُرُونَ إِلی مَنَازِلِ شیعَتِنَا كَمَا یَنْظُرُ الإِنْسَانُ إِلَی الْكَوْكَبِ الدُّرِّیِّ الَّذی فی أُفُقِ السَّمَاءِ. مَنْ شَهِدَنَا فی حَرْبِنَا، أَوْ سَمِعَ دَاعِیَتَنَا، فَلَمْ یَنْصُرْنَا، أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلی مِنْخَرَیْهِ فِی النَّارِ. إِحْذَرُوا السَّفَلَةَ، فَإِنَّ السَّفَلَةَ لاَ یَخَافُ [ ونَ ] اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ، فیهِمْ قَتَلَهُ الأَنْبِیَاءِ، وَ فیهِمْ أَعْدَاؤُنَا. لاَ یَخْرُجُ الْمُسْلِمُ فِی الْجِهَادِ مَعَ مَنْ لاَ یُؤْمَنُ عَلَی الْحُكْمِ، وَ لاَ یُنَفِّذُ فِی الْفِئَةِ[100] أَمْرَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ، فَإِنْ مَاتَ فی ذَلِكَ كَانَ مُعیناً لِعَدُوِّنَا فی حَبْسِ حُقُوقِنَا، وَ الإِشَاطَةِ بِدِمَائِنَا، وَ میتَتُهُ میتَةٌ جَاهِلِیَّةٌ. مَا أَنْزَلَتِ السَّمَاءُ مِنْ قَطْرَةِ مَاءٍ مُنْذُ حَبَسَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا لأَنْزَلَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا، وَ لأَخْرَجَتِ الأَرْضُ نَبَاتَهَا، وَ لَذَهَبَتِ الشَّحْنَاءُ مِنْ قُلُوبِ الْعِبَادِ، وَ اصْطَلَحَتِ السِّبَاعُ وَ الْبَهَائِمُ، حَتَّی تَمْشِیَ الْمَرْأَةُ بَیْنَ الْعِرَاقِ وَ الشَّامِ لاَ تَضَعُ قَدَمَیْهَا إِلاَّ عَلَی النَّبَاتِ وَ عَلی رَأْسِهَا زَنْبیلُهَا، لاَ یُهَیِّجُهَا سَبُعٌ وَ لاَ تَخَافُهُ[101]. مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَلْیَسْتَعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً، وَ مَنْ تَوَلاَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَلْیَلْبَسْ لِلْمِحَنِ إِهَاباً. مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ، وَ أَعَانَنَا بِلِسَانِهِ، وَ قَاتَلَ مَعَنَا أَعْدَاءَنَا بِیَدِهِ فَهُوَ مَعَنَا فِی الْجَنَّةِ فی دَرَجَتِنَا. وَ مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ، وَ أَعَانَنَا بِلِسَانِهِ، وَ لَمْ یُقَاتِلْ مَعَنَا أَعْدَاءَنَا بِیَدِهِ، فَهُوَ أَسْفَلُ مِنْ ذَلَكَ بِدَرَجَةٍ. وَ مَنْ أَحَبَّنَا بِقَلْبِهِ، وَ لَمْ یُعِنَّا بِلِسَانِهِ وَ لاَ بِیَدِهِ، فَهُوَ فِی الْجَنَّةِ. وَ مَنْ أَبْغَضَنَا بِقَلْبِهِ، وَ أَعَانَ عَلَیْنَا بِلِسَانِهِ وَ یَدِهِ، فَهُوَ مَعَ عَدُوِّنَا فی أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ النَّارِ. وَ مَنْ أَبْغَضَنَا بِقَلْبِهِ، وَ أَعَانَ عَلَیْنَا بِلِسَانِهِ وَ لَمْ یُعِنْ عَلَیْنَا بِیَدِهِ، فَهُوَ فَوْقَ ذَلِكَ بِدَرَجَةٍ. وَ مَنْ أَبْغَضَنَا بِقَلْبِهِ، وَ لَمْ یُعِنْ عَلَیْنَا بِلِسَانِهِ وَ لاَ بِیَدِهِ، فَهُوَ فِی النَّارِ. لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ فی مُقَامِكُمْ بَیْنَ أَعْدَائِكُمْ، وَ صَبْرِكُمْ عَلی مَا تَسْمَعُونَ مِنَ الأَذی لَقَرَّتْ أَعْیُنُكُمْ. [صفحه 727] وَ لَوْ قَدْ فَقَدْتُمُونی لَرَأَیْتُمْ مِنْ بَعْدی أُمُوراً یَتَمَنَّی أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِمَّا یَری مِنْ أَهْلِ الْجْحُودِ[102] وَ الْعُدْوَانِ وَ الأَثَرَةِ وَ الاِسْتِخْفَافِ بِحَقِّ اللَّهِ تَعَالی ذِكْرُهُ وَ الْخَوْفِ عَلی نَفْسِهِ. فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمیعاً وَ لاَ تَفَرَّقُوا، وَ عَلَیْكُمْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاَةِ وَ التَّقِیَّةِ. إِعْلَمُوا أَنَّ صَالِحی عَدُوِّكُمْ یُرَائی بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَ ذَلِكَ أَنَّ[103] اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لاَ یُوَفِّقُهُمْ، وَ لاَ یَقْبَلُ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصاً. وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُبْغِضُ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَلَوِّنَ، فَلاَ تَزُولُوا عَنِ الْحَقِّ وَ وِلاَیَةِ أَهْلِ الْحَقِّ، فَإِنَّ مَنِ اسْتَبْدَلَ بِنَا هَلَكَ، وَ فَاتَتْهُ الدُّنْیَا، وَ خَرَجَ مِنْهَا آثِماً بِحَسْرَةٍ. لَیْسَ عَمَلٌ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الصَّلاَةِ، فَلاَ یَشْغَلَنَّكُمْ عَنْ أَوْقَاتِهَا شَیْ ءٌ مِنْ أُمُورِ الدُّنْیَا. فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ذَمَّ أَقْوَاماً اسْتَهَانُوا بِأَوْقَاتِهَا فَقَالَ: الَّذینَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ[104] یَعْنی أَنَّهُمْ غَافِلُونَ. لاَ یَتَوَضَّأُ الرَّجُلُ حَتَّی یُسَمِّیَ، یَقُولُ قَبْلَ أَنْ یَمَسَّ الْمَاءَ: بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ، اَللَّهُمَّ اجْعَلْنی مِنَ التَّوَّابینَ، وَ اجْعَلْنی مِنَ الْمُتَطَهِّرینَ. فَإِذَا فَرَغَ مِنْ طُهُورِهِ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ. فَعِنْدَهَا یَسْتَحِقُّ الْمَغْفِرَةَ[105]. اَلْعَیْنُ وِكَاءُ السَّهِ، فَمَنْ نَامَ فَلْیَتَوَضَّأْ[106]. إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالاً وَ إِدْبَاراً، فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَی النَّوَافِلِ، وَ إِذَا أَدْبَرَتْ فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَی الْفَرَائِضِ. [صفحه 728] إِذَا أَضَرَّتِ النَّوَافِلُ بِالْفَرَائِضِ فَارْفُضُوهَا. لاَ تَقْضُوا النَّافِلَةَ فی وَقْتِ الْفَریضَةِ، وَ لكِنِ ابْدَؤُوا بِالْفَریضَةِ ثُمَّ صَلُّوا مَا بَدَا لَكُمْ[107]، [ فَإِنَّهُ ] لاَ قُرْبَةَ بِالنَّوَافِلِ إِذَا أَضَرَّتْ بِالْفَرَائِضِ وَ لاَ یُصَلِّی الرَّجُلُ نَافِلَةً فی وَقْتِ فَریضَةٍ، وَ لاَ یَتْرُكُهَا إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ، وَ لكِنْ یَقْضی بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَمْكَنَهُ الْقَضَاءَ. فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ: الَّذینَ هُمْ عَلی صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ[108]، یَعْنِی الَّذینَ یَقْضُونَ مَا فَاتَهُمْ مِنَ اللَّیْلِ بِالنَّهَارِ، وَ مَا فَاتَهُمْ مِنَ النَّهَارِ بِاللَّیْلِ. مَنْ أَتَی الصَّلاَةَ عَارِفاً بِحَقِّهَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ. وَ لاَ یَقُومَنَّ أَحَدُكُمْ فِی الصَّلاَةِ مُتَكَاسِلاً وَ لاَ مُتَقَاعِساً وَ نَاعِساً. لِیُقِلَّ الْعَبْدُ الْفِكْرَ فی نَفْسِهِ إِذَا قَامَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ، فَإِنَّمَا لَهُ مِنْ صَلاَتِهِ مَا أَقْبَلَ عَلَیْهِ بِقَلْبِهِ. لاَ یَلْتَفِتَنَّ أَحَدُكُمْ فی صَلاَتِهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا الْتَفَتَ فیهَا قَالَ اللَّهُ لَهُ: إِلَیَّ عَبْدی، [ أَنَا ] خَیْرٌ لَكَ مِمَّنْ تَلْتَفِتُ إِلَیْهِ. إِذَا قَامَ الرَّجُلُ إِلَی الصَّلاَةِ أَقْبَلَ إِبْلیسُ یَنْظُرُ إِلَیْهِ حَسَداً لِمَا یَری مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ الَّتی تَغْشَاهُ. إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَی الصَّلاَةِ فَلْیُصَلِّ صَلاَةَ مُوَدِّعٍ. إِذَا افْتَتَحَ أَحَدُكُمُ الصَّلاَةَ فَلْیَرْفَعْ یَدَیْهِ بِحِذَاءِ صَدْرِهِ. إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ جَلَّ جَلاَلُهُ فَلْیَتَحَرَّی بِصَدْرِهِ[109]، وَ لْیُقِمْ صُلْبَهُ وَ لاَ یَنْحَنی. لاَ یَقْطَعُ الصَّلاَةَ التَّبَسُّمُ، وَ تَقْطَعُهَا الْقَهْقَهَةُ، وَ الاِلْتِفَاتُ الْفَاحِشُ یَقْطَعُ الصَّلاَةَ. وَ یَنْبَغی لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَنْ یَبْتَدِئَ الصَّلاَةَ بِالأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ وَ التَّكْبیرِ. إِذَا غَلَبَتْكَ عَیْنُكَ وَ أَنْتَ فِی الصَّلاَةِ فَاقْطَعْهَا وَ نَمْ، فَإِنَّكَ لاَ تَدْری تَدْعُو لَكَ أَوْ عَلی نَفْسِكَ، لَعَلَّكَ أَنْ تَدْعُوَ عَلی نَفْسِكَ. لاَ یَجْمَعِ الْمُؤْمِنُ یَدَیْهِ فِی الصَّلاَةِ وَ هُوَ قَائِمٌ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَتَشَبَّهُ بِأَهْلِ الْكُفْرِ، یَعْنِی الْمَجُوسَ. [صفحه 729] لِیَخْشَعِ الرَّجُلُ فی صَلاَتِهِ، فَإِنَّهُ مَنْ خَشَعَ قَلْبُهُ للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الرَّكْعَةِ خَشَعَتْ جَمیعُ جَوَارِحُهُ، فَلاَ یَعْبَثْ بِشَیْ ءٍ فی صَلاَةٍ. لاَ یَعْبَثُ أَحَدُكُمْ بِلِحْیَتِهِ فِی الصَّلاَةِ، وَ لاَ بِمَا یَشْغَلُهُ عَنْهَا. إِذَا صَلَّیْتَ وَحْدَكَ فَأَسْمِعْ نَفْسَكَ الْقِرَاءَةَ وَ التَّكْبیرَ وَ التَّسْبیحَ. إِذَا أَصَابَ أَحَدُكُمْ الدَّابَّةَ وَ هُوَ فی صَلاَتِهِ فَلْیَدْفُنْهَا وَ یَتْفِلْ عَلَیْهَا، أَوْ یَضُمَّهَا فی ثَوْبِهِ حَتَّی یَنْصَرِفَ. لاَ یَجُوزُ السَّهْوُ فی خَمْسٍ: فِی الْوَتْرِ. وَ الْجُمُعَةِ. وَ الرَّكْعَتَیْنِ الأُولَیَیْنِ مِنْ كُلِّ صَلاَةٍ مَفْرُوضَةٍ الَّتی تَكُونُ فیهِمَا الْقِرَاءَةُ. وَ فِی الصُّبْحِ. وَ فِی الْمَغْرِبِ. لاَ یُصَلِّی الرَّجُلُ فی قَمیصٍ مُتَوَشِّحاً بِهِ، فَإِنَّهُ مِنْ فِعَالِ قَوْمِ لُوطٍ تَجْزی الصَّلاَةُ لِلرَّجُلِ فی ثَوْبٍ وَاحِدٍ، یَعْقِدُ طَرَفَیْهِ عَلی عُنُقِهِ. وَ فِی الْقَمیصِ الصَّفیقِ یُزِّرُهُ عَلَیْهِ. لاَ یَسْجُدُ الرَّجُلُ عَلی صُورَةٍ، وَ لاَ عَلی بِسَاطٍ فیهِ صُورَةٌ، وَ یَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الصُّورَةُ تَحْتَ قَدَمَیْهِ، أَوْ یَطْرَحَ عَلَیْهَا مَا یُواریهَا. وَ لاَ یَعْقِدُ الرَّجُلُ الدِّرْهَمَ الَّذی فیهِ الصُّورَةُ فی ثَوْبِهِ وَ هُوَ یُصَلّی، وَ یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ الدِّرْهَمُ فی هِمْیَانٍ أَوْ فی ثَوْبٍ إِذَا خَافَ، وَ یَجْعَلَهَا فی ظَهْرِهِ. لاَ یَسْجُدُ الرَّجُلُ عَلی كَدْسِ حُنْطَةٍ، وَ لاَ عَلی شَعیرٍ، وَ لاَ عَلی شَیْ ءٍ مِمَّا یُؤْكَلُ، وَ لاَ یَسْجُدُ عَلَی الْخُبْزِ. لِیَرْفَعِ السَّاجِدُ مُؤَخَرَّهُ فِی الصَّلاَةِ الْفَریضَةِ إِذَا سَجَدَ. أَطیلُوا السُّجُودَ، فَمَا مِنْ عَمَلٍ أَشَدُّ عَلی إِبْلیسَ مِنْ أَنْ یَرَی ابْنَ آدَمَ سَاجِداً، لأَنَّهُ أُمِرَ بِالسُّجُودِ فَعَصی، وَ هذَا أُمِرَ بِالسُّجُودِ فَأَطَاعَ فَنَجَا. أَعْطُوا كُلَّ سُورَةٍ حَقَّهَا مِنَ الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ إِذَا كُنْتُمْ فِی الصَّلاَةِ. [صفحه 730] إِجْلِسُوا بَعْدَ السَّجْدَتَیْنِ حَتَّی تَسْكُنَ جَوَارِحُكُمْ ثُمَّ قُومُوا، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِنَا. لَوْ یَعْلَمُ الْمُصَلّی مَا یَغْشَاهُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ مَا انْفَتَلَ، وَ لاَ سَرَّهُ أَنْ یَرْفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ. اَلْقُنُوتُ فی كُلِّ صَلاَةٍ ثُنَائِیَّةٍ قَبْلَ الرُّكُوعِ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ، إِلاَّ الْجُمُعَةَ فَإِنَّ فیهَا قُنُوتَانِ: أَحَدُهُمَا قَبْلَ الرُّكُوعِ فِی الرَّكْعَةِ الأُولی، وَ الآخَرُ بَعْدَهُ فِی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ. اَلْقِرَاءَةُ فِی الْجُمُعَةِ فِی الرَّكْعَةِ الأُولی بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ بَعْدَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدُ وَ الْمُنَافِقُونَ. إِذَا قَرَأْتُمْ مِنَ الْمُسَبِّحَاتِ الأَخیرَةِ شَیْئاً فَقُولُوا: سُبْحَانَ رَبِّیَ الأَعْلی. وَ إِذَا قَرَأْتُمْ: إِنَّ اللَّهَ وَ مَلاَئِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ[110] فَصَلُّوا عَلَیْهِ فِی الصَّلاَةِ كُنْتُمْ أَوْ فی غَیْرِهَا. إِذَا قَالَ الْعَبْدُ فِی التَّشَهُّدِ الأَخیرِ مِنَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لاَ رَیْبَ فیهَا وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ. ثُمَّ أَحْدَثَ حَدَثاً، فَقَدْ تَمَّتْ صَلاَتُهُ. لاَ یَنْفَتِلُ الْعَبْدُ مِنْ صَلاَتِهِ حَتَّی یَسْأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَ یَسْتَجیرَ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَ یَسْأَلَهُ أَنْ یُزَوِّجَهُ مِنَ الْحُورِ الْعینِ. إِذَا انْفَتَلْتَ مِنْ صَلاَتِكَ فَانْفَتِلْ عَنْ یَمینِكَ. إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ الصَّلاَةِ فَلْیَرْفَعْ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ، وَ لْیَنْصِبْ فِی الدُّعَاءِ. فقال عبد اللّه ابن سبأ: یا أمیر المؤمنین، ألیس اللَّه بكلّ مكان؟. فقال علیه السلام: بَلی. قال: فلِمَ نرفع أیدینا إلی السّماء؟. فقال علیه السلام: وَیْحَكَ، أَمَا تَقْرَأُ: وَ فِی السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ[111] ؟. فَمِنْ أَیْنَ یُطْلَبُ الرِّزْقُ إِلاَّ مِنْ مَوْضِعِه؟. وَ مَوْضِعُ الرِّزْقِ وَ مَا وَعَدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ السَّمَاءُ. [صفحه 731] ثم قال علیه السلام: إِذَا فَرَغَ الرَّجُلُ مِنْ صَلاَتِهِ فَلْیُصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ لْیَسْأَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَ یَسْتَجِرْ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَ یَسْأَلْهُ أَنْ یُزَوِّجَهُ مِنَ الْحُورِ الْعینِ، فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ یُصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ رَجَعَتْ دَعْوَتُهُ، وَ مَنْ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ سَمِعَهُ النَّبِیُّ، وَ رُفِعَتْ دَعْوَتُهُ. وَ مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ سَمِعَتِ الْجَنَّةُ فَقَالَتْ: یَا رَبِّ، أَعْطِ عَبْدَكَ مَا سَأَلَ. وَ مَنِ اسْتَجَارَ بِهِ مِنَ النَّارِ قَالَتِ النَّارُ: یَا رَبِّ، أَجِرْ عَبْدَكَ مِمَّا اسْتَجَارَكَ مِنْهُ. وَ مَنْ سَأَلَ الْحُورَ الْعینَ سَمِعَتِ الْحُورُ الْعینُ فَقُلْنَ: اللَّهُمَّ أَعْطِ عَبْدَكَ مَا سَأَلَ. مَا عُبِدَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ بِشَیْ ءٍ هُوَ أَشَدُّ مِنَ الْمَشْیِ إِلی بَیْتِهِ لِلصَّلاَةِ. مَنْ أَكَلَ شَیْئاً مِنَ الْمُؤْذِیَاتِ بِریحِهَا فَلاَ یَقْرَبَنَّ الْمَسْجِدَ. وَ لاَ یَقْرَأُ الْعَبْدُ الْقُرْآنَ إِذَا كَانَ عَلی غَیْرِ طُهْرٍ حَتَّی یَتَطَهَّرَ. إِذَا أَرَدْتُمُ الْحَجَّ فَتَقَدَّمُوا فی شَرَاءِ بَعْضِ حَوَائِجِكُمْ بِأَنْفُسِكُمْ بِبَعْضِ مَا یُقَوّیكُمْ عَلَی السَّفَرِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالی قَالَ: وَ لَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً[112]. إِذَا حَجَجْتُمْ إِلی بَیْتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَكْثِرُوا النَّظَرَ إِلی بَیْتِ اللَّهِ، فَإِنَّ للَّهِ مِائَةً وَ عِشْرینَ رَحَمَةً عِنْدَ بَیْتِهِ الْحَرَامِ، مِنْهَا سِتُّونَ لِلطَّائِفینَ، وَ أَرْبَعُونَ لِلْمُصَلّینَ، وَ عِشْرُونَ لِلنَّاظِرینَ. أَقِرُّوا بَیْتَ اللَّهِ الْحَرَامِ عِنْدَ الْمُلْتَزَمِ بِمَا حَفِظْتُمُوهُ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ مَا لَمْ تَحْفَظُوهُ فَقُولُوا: مَا حِفِظْتَهُ یَا رَبِّ عَلَیْنَا وَ نَسینَاهُ فَاغْفِرْهُ لَنَا، فَإِنَّهُ مَنْ أَقَرَّ بِذُنُوبِهِ فی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَ عَدَّدَهَا وَ ذَكَرَهَا وَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ مِنْهَا كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَغْفِرَهَا لَهُ. اَلْحَاجُّ وَ الْمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللَّهِ، وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُكْرِمَ وَفْدَهُ، وَ یَحْبُوَهُ بِالْمَغْفِرَةِ. اَلصَّلاَةُ فِی الْحَرَمَیْنِ تَعْدِلُ أَلْفَ صَلاَةٍ. وَ دِرْهَمٌ یُنْفِقُهُ الرَّجُلُ فِی الْحَجِّ یَعْدِلُ أَلْفَ دِرْهَمٍ. اَلاِطِّلاَعُ فی بِئْرِ زَمْزَمَ یَذْهَبُ بِالدَّاءِ، فَاشْرَبُوا مِنْ مَائِهَا مِمَّا یَلِی الرُّكْنَ الَّذی فیهِ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ، [ فَإِنَّ ] مَاءَ زَمْزَمَ خَیْرُ مَاءٍ عَلی وَجْهِ الأَرْضِ، وَ شَرُّ مَاءٍ عَلی وَجْهِ الأَرْضِ مَاءُ بَرَهُوتٍ الَّتی بِحَضْرَ مُوتَ، تَرِدُهُ هَامُّ الْكُفَّارِ. لاَ تَخْرُجُوا بِسُیُوفِكُمْ إِلَی الْحَرَمِ، وَ لاَ یُصَلِّیَنَّ أَحَدُكُمْ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ سَیْفٌ، فَإِنَّ الْقِبْلَةَ أَمْنٌ. أَلِمُّوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَجَّكُمْ إِذَا خَرَجْتُمْ إِلَی بَیْتِ اللَّهِ، فَإِنَّ تَرْكَهُ جَفَاءٌ. [صفحه 732] وَ بِذَلِكَ أُمِرْتُمْ. إِذَا قَدِمَ أَخُوكَ مِنْ مَكَّةَ فَقَبِّلْ عَیْنَهُ الَّتی نَظَرَ بِهَا إِلی بَیْتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ فَمَهُ الَّذی قَبَّلَ بِهِ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ الَّذی قَبَّلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. وَ قَبِّلْ مَوْضِعَ سُجُودِهِ وَ جَبْهَتَهُ. وَ إِذَا هَنَّأْتُمُوهُ فَقُولُوا لَهُ: قَبِلَ اللَّهُ نُسُكَكَ، وَ شَكْرَ سَعْیَكَ، وَ أَخْلَفَ عَلَیْكَ نَفَقَتَكَ، وَ لاَ جَعَلَهُ آخِرَ عَهْدِكَ بِبَیْتِهِ الْحَرَامِ. أُطْلُبُوا الْخَیْرَ فی أَعْنَاقِ الإِبِلِ وَ أَخْفَافِهَا، صَادِرَةً[113] وَ وَارِدَةً. أَبْعَدُ مَا یَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ إِذَا كَانَ هَمُّهُ بَطْنَهُ وَ فَرْجَهُ[114]. رُدُّوا الْحَجَرَ مِنْ حَیْثُ جَاءَ، فَإِنَّ الشَّرَّ لاَ یَدْفَعُهُ إِلاَّ الشَّرَّ. أَحْلِفُوا الظَّالِمَ إِذَا أَرَدْتُمْ یَمینَهُ بِأَنَّهُ بَری ءٌ مِنْ حَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ، فَإِنَّهُ إِذَا حَلَفَ بِهَا كَاذِباً عُوجِلَ الْعُقُوبَةَ. وَ إِذَا حَلَفَ بِاللَّهِ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَمْ یُعَاجَلْ، لأَنَّهُ قَدْ وَحَّدَهُ[115] سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی. إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَهُ الدَّیْنُ الظَّنُونُ، یَجِبُ عَلَیْهِ أَنْ یُزَكِّیَهُ، لِمَا مَضی، إِذَا قَبَضَهُ. اَلْغِنَاءُ نَوْحُ إِبْلیسَ عَلَی الْجَنَّةِ. أُحِبُّ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ یُطْلِیَ فی كُلِّ خَمْسَةَ عَشَرَ یَوْماً مَرَّةً بِالنُّورَةِ. لاَ یَنَامُ الْمُسْلِمُ وَ هُوَ جُنُبٌ، وَ لاَ یَنَامُ إِلاَّ عَلی طُهُورٍ، فَإِنْ لَمْ یَجِدِ الْمَاءَ فَلْیَتَیَمَّمْ بِالصَّعیدِ. فَإِنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ تُرفَعُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَقْبَلُهَا وَ یُبَارِكُ عَلَیْهَا، فَإِنْ كَانَ أَجَلُهَا قَدْ حَضَرَ جَعَلَهَا فی صُورَةٍ حَسَنَةٍ فی كُنُوزِ رَحْمَتِهِ، وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ أَجَلُهَا قَدْ حَضَرَ بَعَثَ بِهَا مَعَ أُمَنَائِهِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ فَیَرُدُّونَهَا فی جَسَدِهِ. إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ الْغَسْلَ فَلْیَبْدَأْ بِذِرَاعَیْهِ فَلْیَغْسِلْهُمَا. [صفحه 733] إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ مِنَ الْحَمَّامِ فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ: طَابَ حَمَّامُكَ وَ حَمیمُكَ، فَلْیَقُلْ: أَنْعَمَ اللَّهُ بَالَكَ. وَ إِذَا قَالَ لَهُ: حَیَّاكَ اللَّهُ بِالسَّلاَمِ، فَلْیَقُلْ لَهُ: وَ أَنْتَ فَحَیَّاكَ اللَّهُ بِالسَّلاَمِ، وَ أَحَلَّكَ دَارَ الْمُقَامِ. لِلْوُضُوءِ بَعْدَ الطُّهْرِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، فَتَطَهَّرُوا. لاَ یَنَامُ الرَّجُلُ عَلی وَجْهِهِ، وَ مَنْ رَأَیْتُمُوهُ عَلی وَجْهِهِ فَأَنْبِهُوهُ وَ لاَ تَدَعُوهُ. إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ النَّوْمَ فَلْیَضَعْ یَدَهُ الْیُمْنی تَحْتَ خَدِّهِ الأَیْمَنِ وَ لْیَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِی للَّهِ عَلی مِلَّةِ إِبْرَاهیمَ وَ دینِ مُحَمَّدٍ وَ وِلاَیَةِ مَنِ افْتَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ مَا لَمْ یَشَأْ لَمْ یَكُنْ. فَمَنْ قَالَ ذَلِكَ عِنْدَ مَنَامِهِ حُفِظَ مِنَ اللُّصِّ وَ الْمُغیرِ وَ الْهَدْمِ، وَ اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ حَتَّی یَنْتَبِهَ. وَ مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حینَ یَأْخُذُ مَضْجَعَهُ وَ كَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ خَمْسینَ أَلْفَ مَلَكٍ یَحْرُسُونَهُ لَیْلَتَهُ. إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ النَّوْمَ فَلاَ یَضَعَنَّ جَنْبَهُ حَتَّی یَقُولَ: أُعیذُ نَفْسِی وَ أَهْلی وَ دینی وَ مَالی وَ وَلَدی وَ خَوَاتیمَ عَمَلی، وَ مَا رَزَقَنی رَبّی وَ خَوَّلَنی، بِعِزَّةِ اللَّهِ، وَ عَظَمَةِ اللَّهِ، وَ جَبَرُوتِ اللَّهِ، وَ سُلْطَانِ اللَّهِ، وَ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَ رَأْفَةِ اللَّهِ، وَ غُفْرَانِ اللَّهِ، وَ قُوَّةِ اللَّهِ، وَ قُدْرَةِ اللَّهِ، وَ جَلاَلِ اللَّهِ، وَ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَ أَرْكَانِ اللَّهِ، وَ صُنْعِ اللَّهِ، وَ جَمْعِ اللَّهِ، وَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ بِقُدْرَتِهِ عَلی مَا یَشَاءُ، مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ، وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الإِنْسِ، وَ مِنْ شَرِّ مَا یَدُبُّ فِی الأَرْضِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْهَا، وَ مِنْ شَرِّ مَا یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا یَعْرُجُ فیهَا، وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا، إِنَّ رَبّی عَلی صِرَاطٍ مُسْتَقیمٍ[116]، وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدیرٌ، وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَظیمِ. فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَانَ یُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ بِهَا، وَ بِذلِكَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. إِذَا انْتَبَهَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْیَقُلْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلیمُ الْكَریمُ الْحَیُّ الْقَیُّومُ، وَ هُوَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدیرٌ. سُبْحَانَ رَبِّ النَّبِیّینَ وَ إِلهِ الْمُرْسَلینَ، وَ سُبْحَانَ رَبِّ السَّموَاتِ السَّبْعِ وَ مَا فیهِنَّ، وَ رَبِّ الأَرَضینَ السَّبْعِ وَ مَا فیهِنَّ، وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظیمِ، وَ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمینَ. وَ إِذَا جَلَسَ الْعَبْدُ مِنْ نَوْمِهِ فَلْیَقُلْ، قَبْلَ أَنْ یَقُومَ: حَسْبِیَ اللَّهُ، حَسْبِیَ الرَّبُّ مِنَ الْعِبَادِ. حَسْبِیَ الَّذی هُوَ حَسْبی مُنْذُ كُنْتُ، حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكیلُ. وَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّیْلِ فَلْیَنْظُرْ إِلی أَكْنَافِ السَّمَاءِ، وَ لْیَقْرَأْ: إِنَّ فی خَلْقِ السَّموَاتِ وَ الأَرْضِ [صفحه 734] وَ اخْتِلاَفِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ لآیَاتٍ[117]، إِلی قَوْلِهِ: إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمیعَادَ[118]. مَنْ عَبَدَ الدُّنْیَا وَ آثَرَهَا عَلَی الآخِرَةِ اسْتَوْخَمَ الْعَاقِبَةَ. مَنْ رَضِیَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا قَسَمَ لَهُ اسْتَراحَ بَدَنُهُ. خَسِرَ مَنْ ذَهَبَتْ حَیَاتُهُ وَ عُمُرُهُ فیمَا یُبَاعِدُهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. مَا كَانَ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَسَیَأْتیكُمْ عَلی ضَعْفِكُمْ، وَ مَا كَانَ عَلَیْكُمْ فَلَنْ تَقْدِرُوا عَلی دَفْعِهِ بِحیلَةٍ، [ فَ ] مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ اصْبِرُوا عَلی مَا أَصَابَكُمْ. اَلْمُؤْمِنُ یَقْظَانٌ مُتَرَقِّبٌ خَائِفٌ یَنْتَظِرُ إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ. وَ یَخَافُ الْبَلاَءَ حَذَراً مِنْ ذُنُوبِهِ، [ وَ ] یَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. لاَ یَعْرَی الْمُؤْمِنُ مِنْ خَوْفِهِ وَ رَجَائِهِ، یَخَافُ مِمَّا قَدَّمَ، وَ لاَ یَسْهُو عَنْ طَلَبِ مَا وَعَدَ اللَّهُ، وَ لاَ یَأْمَنُ مِمَّا خَوَّفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ. مَنْ كَانَ عَلی یَقینٍ فَشَكَّ فَلْیَمْضِ عَلی یَقینِهِ، فَإِنَّ الشَّكَّ لاَ یَدْفَعُ الْیَقینَ وَ لاَ یَنْقُضُهُ. وَ لاَ تَشْهَدُوا قَوْلَ الزُّورِ. وَ لاَ تَجْلُسُوا عَلی مَائِدَةٍ یُشْرَبُ عَلَیْهَا الْخَمْرُ، فَإِنَّ الْعَبْدَ لاَ یَدْری مَتی یُؤْخَذُ. لَیْسَ فی شُرْبِ الْخَمْرِ وَ الْمَسْحِ عَلَی الْخُفَّیْنِ تَقِیَّةٌ. مُدْمِنُ الْخَمْرِ یَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حینَ یَلْقَاهُ كَعَابِدِ وَثَنٍ. فقال له حجر بن عدیّ: یا أمیر المؤمنین، مَن المُدمن للخمر؟. فقال علیه السلام: اَلَّذی إِذَا وَجَدَهَا شَرِبَهَا. ثم قال علیه السلام: مَنْ شَرِبَ مُسْكِراً لَمْ تُقْبَلْ صَلاَتُهُ أَرْبَعینَ یَوْماً وَ لَیْلَةً. مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ خَمْرٌ سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ طینَةِ الْخِبَالِ، وَ إِنْ كَانَ مَغْفُوراً لَهُ. مَنْ سَقَی صَبِیّاً مُسْكِراً وَ هُوَ لاَ یَعْقِلُ حَبَسَهُ اللَّهُ تَعَالی فی طینَةِ الْخِبَالِ حَتَّی یَأْتِیَ مِمَّا فَعَلَ بِمَخْرَجٍ. [صفحه 735] إِنَّمَا سُمِّیَ نَبیذُ السِّقَایَةِ لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أُتِیَ بِزَبیبٍ مِنَ الطَّائِفِ، فَأَمَرَ أَنْ یُنْبَذَ وَ یُطْرَحَ فی مَاءِ زَمْزَمَ لأَنَّهُ مُرٌّ، فَأَرَادَ أَنْ یَكْسِرَ مَرَارَتَهُ. فَلاَ تَشْرَبُوا إِذَا عُتِّقَ. لاَ یَخْرُجُ الرَّجُلُ فی سَفَرٍ یَخَافُ فیهِ عَلی دینِهِ وَ صَلاَتِهِ. إِذَا رَكِبْتُمُ الدَّوَابَّ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ قُولُوا: سُبْحَانَ الَّذی سَخَّرَ لَنَا هذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنینَ وَ إِنَّا إِلی رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ[119]. وَ إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ فِی سَفَرٍ فَلْیَقُلْ: اَللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِی السَّفَرِ، وَ الْحَامِلُ عَلَی الظَّهْرِ، وَ الْخَلیفَةُ فِی الأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ. وَ إِذَا نَزَلْتُمْ فَقُولُوا: رَبِّ أَنْزِلْنی مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلینَ[120]. مَنْ سَافَرَ مِنْكُمْ بِدَابَّةٍ فَلْیَبْدَأْ، حینَ یَنْزِلُ، بِعَلْفِهَا وَ سَقْیِهَا. لاَ تُسَافِرُوا فِی مُحَاقِ الشَّهْرِ، وَ لاَ إِذَا كانَ الْقَمَرُ فِی الْعَقْرَبِ لاَ تَضْرِبُوا الدَّوَابَّ عَلی وُجُوهِهَا، فَإِنَّهَا تُسَبِّحُ بِحَمْدِ رَبَّهَا. مَنْ ضَلَّ مِنْكُمْ فی سَفَرٍ، أَوْ خَافَ عَلی نَفْسِهِ، فَلْیُنَادِ: یَا صَالِحُ أَغِثْنی. فَإِنَّ فی إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ جِنِّیّاً یُسَمَّی صَالِحاً یَسیحُ فِی الْبِلاَدِ لِمَكَانِكُمْ، مُحْتَسِباً نَفْسَهُ لَكُمْ، فَإِذَا سَمِعَ الصَّوْتَ أَجَابَ وَ أَرْشَدَ الضَّالَّ مِنْكُمْ، وَ حَبَسَ عَلَیْهِ دَابَّتَهُ. وَ مَنْ خَافَ مِنْكُمْ مِنَ الأَسَدَ عَلی نَفْسِهِ أَوْ دَابَّتِهِ وَ غَنَمِهِ فَلْیَخِطَّ عَلَیْهَا خِطَّةً وَ لْیَقُلْ: اَللَّهُمَّ رَبَّ دَانْیَالَ وَ الْجُبِّ، وَ كُلَّ أَسَدٍ مُسْتَأْسِدٍ، احْفَظْنی وَ احْفَظْ غَنَمی. وَ مَنْ خَافَ مِنْكُمُ الْغَرَقَ فَلْیَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ مُجْریهَا وَ مُرْسَاهَا إِنَّ رَبّی لَغَفُورٌ رَحیمٌ[121]. بِسْمِ اللَّهِ الْمَلِكِ الْحَقِّ وَ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الأَرْضُ جَمیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ السَّموَاتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمینِهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی عَمَّا یُشْرِكُونَ[122]. وَ مَنْ خَافَ مِنْكُمُ الْعَقْرَبَ فَلْیَقْرَأْ: سَلاَمٌ عَلی نُوحٍ فِی الْعَالَمینَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنینَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنینَ[123]. [صفحه 736] إِذَا اشْتَكی أَحَدُكُمْ عَیْنَیْهِ فَلْیَقْرَأْ آیَةَ الْكُرْسِیِّ، وَ لْیُضْمِرْ فی نَفْسِهِ أَنَّهَا تُبْرِئُ، فَإِنَّهُ یُعَافی إِنْ شَاءَ اللَّهُ. مَنْ كَتَمَ وَجَعاً أَصَابَهُ ثَلاَثَةَ أَیَّامٍ مِنَ النَّاسِ وَ شَكی إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یَعَافِیَهُ مِنْهُ. إِذَا أُخِذَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ قَذَاةٌ فَلْیَقُلْ: أَمَاطَ اللَّهُ عَنْكَ مَا تَكْرَهُ. إِذَا هَنَّأْتُمُ الرَّجُلَ عَنْ مَوْلُودٍ ذَكَرٍ فَقُولُوا: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فی هِبَتِهِ، وَ بَلَّغَهُ أَشُدَّهُ، وَ رَزَقَكَ بِرَّهُ[124]. إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الْحِقَاقِ[125] فَالْعَصَبَةُ أَوْلی. إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ الْخَلاَءَ فَلْیَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ. اللَّهُمَّ أَمِطْ عَنِّی الأَذی، وَ أَعِذْنی مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجیمِ. وَ لْیَقُلْ إِذَا جَلَسَ: اللَّهُمَّ كَمَا أَطْعَمْتَنیهِ طَیِّباً وَ سَوَّغْتَنیهِ فَاكْفِنیهِ. فَإِذَا نَظَرَ إِلی حَدَثِهِ بَعْدَ فَرَاغِهِ فَلْیَقُلْ: اَللَّهُمَّ ارْزُقْنِی الْحَلاَلَ، وَ جَنِّبْنِی الْحَرَامَ. فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ وَ قَدْ وَكَلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً یَلْوی عُنُقَهُ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّی یَنْظُرَ إِلَیْهِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ یَنْبَغی لَهُ أَنْ یَسْأَلَ اللَّهَ الْحَلاَلَ، فَإِنَّ الْمَلَكَ یَقُولُ: یَا ابْنَ آدَمَ، هذَا مَا حَرَصْتَ عَلَیْهِ، انْظُرْ مِنْ أَیْنَ أَخَذْتَهُ، وَ إِلی مَاذَا صَارَ؟. إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلَهُ فَلْیُسَلِّمْ عَلی أَهْلِهِ، یَقُولُ: السَّلاَمُ عَلَیْكُمْ. فَإِنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ أَهْلٌ فَلْیَقُلْ: السَّلاَمُ عَلَیْنَا مِنْ رَبِّنَا، وَ لْیَقْرَأْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حینَ یَدْخُلُ مَنْزِلَهُ، فَإِنَّهُ یَنْفِی الْفَقْرَ. تَزَوَّجُوا، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: مَنْ كَانَ یُحِبُّ أَنْ یَسْتَنَّ بِسُنَّتی فَلْیَتَزَوَّجْ، فَإِنَّ مِنْ سُنَّتِی التَّزْویجُ. وَ اطْلُبُوا الْوَلَدَ، فَإِنّی مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ غَداً. وَ تَوَقُّوا عَلی أَوْلاَدِكُمْ مِنْ لَبَنِ الْبَغِیِّ مِنَ النِّسَاءِ، وَ الْمَجْنُونَةِ، فَإِنَّ اللَّبَنَ یُعْدی. أَفْضَلُ مَا یَتَّخِذُهُ الرَّجُلُ فی مَنْزِلِهِ لِعِیَالِهِ الشَّاةَ. فَمَنْ كَانَتْ فی مَنْزِلِهِ شَاةٌ قَدَّسَتْ عَلَیْهِ الْمَلاَئِكَةُ فی كُلِّ یَوْمٍ مَرَّةَ. وَ مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ اثْنَتَانِ قَدَّسَتْ عَلَیْهِ الْمَلاَئِكَةُ فی كُلِّ یَوْمٍ مَرَّتَیْنِ. [صفحه 737] وَ كَذَلِكَ فِی الثَّلاَثِ، وَ یَقُولُ اللَّهُ: بُورِكَ فیكُمْ. لِتَطَیَّبَ الْمَرْأَةُ الْمُسْلِمَةُ لِزَوْجِهَا. إِذَا تَعَرَّی الرَّجُلُ نَظَرَ إِلَیْهِ الشَّیْطَانُ فَطَمِعَ فیهِ، فَاسْتَتِرُوا. إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْتِیَ أَهْلَهُ فَلْیَتَوَقَّ أَوَّلَ الأَهِلَّةَ، وَ أَنْصَافَ الشُّهُورِ، فَإِنَّ الشَّیْطَانَ یَطْلُبُ الْوَلَدَ فی هذَیْنِ الْوَقْتَیْنِ. وَ الشَّیَاطینُ یَطْلُبُونَ الشِّرْكَ فیهِمَا، فَیَجیئُونَ وَ یُحَبِّلُونَ. یُسْتَحَبُّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ یَأْتِیَ أَهْلَهُ أَوَّلَ لَیْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لِقَوْلِ اللَّهِ: أُحِلَّ لَكُمْ لَیْلَةَ الصِّیَامِ الرَّفَثُ إِلی نِسَائِكُمْ[126]. إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْتِیَ أَهْلَهُ فَلاَ یُعَاجِلَنَّهَا، وَ لْیَمْكُثْ یَكُنْ مِنْهَا مِثْلَ الَّذی یَكُونُ مِنْهُ، فَإِنَّ لِلنِّسَاءِ حَوَائِجُ. إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ غِشْیَانَ زَوْجَتِهِ فَلْیُقِلَّ الْكَلاَمَ، فَإِنَّ الْكَلاَمَ عِنْدَ ذَلِكَ یُورِثُ الْخَرَسَ. لاَ یَنْظُرَنَّ أَحَدُكُم إِلی بَاطِنِ فَرْجِ امْرْأَتِهِ فَإِنَّهُ یُورِثُ الْبَرَصَ. وَ إِذَا أَتی أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ فَلْیَقُلْ: اَللَّهُمَّ إِنِّی اسْتَحْلَلْتُ فَرْجَهَا بِأَمْرِكَ، وَ قَبِلْتُهَا بِأَمَانَتِكَ، فَإِنْ قَضَیْتَ مِنْهَا وَلَداً فَاجْعَلْهُ ذَكَراً سَوِیّاً، وَ لاَ تَجْعَلْ لِلشَّیْطَانِ فیهِ شِرْكاً وَ لاَ نَصیباً. سَمُّوا أَوْلاَدَكُمْ، فَإِنْ لَمْ تَدْرُوا أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثی فَسَمُّوهُمْ بِالأَسْمَاءِ الَّتی تَكُونُ لِلذَّكَرِ وَ الأُنْثی، فَإِنَّ أَسْقَاطَكُمْ إِذَا لَقُوكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَمْ تُسَمُّوهُمْ یَقُولُ السِّقْطُ لأَبیهِ: أَلاَ سَمَّیْتَنی. وَ قَدْ سَمَّی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مُحْسِناً قَبْلَ أَنْ یُولَدَ. حَنِّكُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالتَّمْرِ، فَهكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ. إِخْتِنُوا أَوْلاَدَكُمْ یَوْمَ السَّابِعِ، وَ لاَ یَمْنَعُكُمْ حَرٌّ وَ لاَ بَرْدٌ، فَإِنَّهُ طُهْرٌ لِلْجَسَدِ، وَ إِنَّ الأَرْضَ لَتَضِجُّ إِلَی اللَّهِ مِنْ بَوْلِ الأَغْلَفِ. عِقُّوا عَنْ أَوْلاَدِكُمْ فِی الْیَوْمِ السَّابِعِ، وَ تَصَدَّقُوا إِذَا حَلَقْتُمْ رُؤُوسَهُمْ بِزِنَةِ شُعُورِهِمْ فِضَّةً عَلی مُسْلِمٍ. كَذَلِكَ فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ سَائِرِ وُلْدِهِ. إِغْسِلُوا صِبْیَانَكُمْ مِنَ الْغَمْرِ، فَإِنَّ الشَّیْطَانَ یَشُمُّ الْغَمْرَ فَیَفْزَعُ الصَّبِیُّ فی رُقَادِهِ، وَ یَتَأَذَّی بِهِ الْكَاتِبَانِ. [صفحه 738] عَلِّمُوا صِبْیَانَكُمْ مَا یَنْفَعُهُمُ اللَّهُ بِهِ، لاَ تَغْلِبْ عَلَیْهِمُ الْمُرْجِئَةُ بِرَأْیِهَا[127]. عَلِّمُوا صِبْیَانَكُمُ الصَّلاَةَ، وَ خُذُوهُمْ بِهَا إِذَا بَلَغُوا ثَمَانیَ سِنینَ. إِذَا رَأی أَحَدُكُمُ امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْیَلْقَ أَهْلَهُ، فَإِنَّ عِنْدَ أَهْلِهِ مِثْلُ الَّذی رَأی . وَ لاَ یَجْعَلْ لِلشَّیْطَانِ عَلی قَلْبِهِ سَبیلاً. وَ لْیَصْرِفْ بَصَرَهُ عَنْهَا. فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْیُصَلِّ رُكْعَتَیْنِ وَ یَحْمَدِ اللَّهَ كَثیراً، وَ یُصَلِّ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ ثُمَّ لِیَسْأَلِ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهُ یُبیحُ لَهُ بِرَأْفَتِهِ مَا یُغْنیهِ. لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ أَوَّلُ نَظْرَةٍ، فَلاَ تُتْبِعُوهَا بِنَظْرَةٍ أُخْری، وَ احْذَرُوا الْفِتْنَةَ. لَیْسَ فِی الْبَدَنِ شَیْ ءٌ أَقَلَّ شُكْراً مِنَ الْعَیْنِ، فَلاَ تُعْطُوهَا سُؤْلَهَا فَتَشْغَلُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ. أَعْطِ السَّمْعَ أَرْبَعَةً فِی الدُّعَاءِ: اَلصَّلاَةَ عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ. وَ اطْلُبْ مِنْ رَبِّكَ الْجَنَّةَ. وَ التَّعَوُّذَ مِنَ النَّارِ. وَ سُؤَالَكَ إِیَّاهُ الْحُورَ الْعینَ. أَصْنَافُ السُّكْرِ أَرْبَعَةٌ: سُكْرُ الشَّبَابِ، وَ سُكْرُ الْمَالِ، وَ سُكْرُ النَّوْمِ، وَ سُكْرُ الْمُلْكِ. إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ فِی الشَّمْسِ فَلْیَسْتَدْبِرْهَا لِظَهْرِهِ، فَإِنَّهَا تُظْهِرُ الدَّاءَ الدَّفینَ. لاَ تُؤَخِّرُوا الْجَنَازَةَ إِذَا حَضَرَتْ. مَنْ مَسَّ جَسَدَ مَیِّتٍ بَعْدَ مَا یَبْرُدُ لَزِمَهُ الْغُسْلُ. مَنْ غَسَّلَ مُؤْمِناً فَلْیَغْتَسِلْ بَعْدَ مَا یُلْبِسُهُ أَكْفَانَهُ، وَ لاَ یَمَسُّهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَیَجِبْ عَلَیْهِ الْغُسْلُ. وَ لاَ تُجَمِّرُوا الأَكْفَانَ، وَ لاَ تُمِسُّوا مَوْتَاكُمُ الطّیبَ إِلاَّ الْكَافُورَ، فَإِنَّ الْمَیِّتَ بِمَنْزِلَةِ الْمُحْرِمِ. مُرُوا أَهَالیكُمْ بِالْقَوْلِ الْحَسَنِ عِنْدَ الْمَیِّتِ، فَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَمَّا قُبِضَ أَبُوهَا عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ أَشْعَرَهَا بَنَاتُ هَاشِمٍ. فَقَالَتْ: دَعُوا الْحِدَادَ، وَ عَلَیْكُمْ بِالدُّعَاءِ[128]. [صفحه 739]
أَیُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا بَاطِلَ الأَمَلِ، فَ[1] رُبَّ مُسْتَقْبِلٍ یَوْمَاً لَیْسَ بِمُسْتَدْبِرِهِ، وَ مَغْبُوطٍ فی أَوَّلِ لَیْلِهِ، قَامَتْ بَوَاكیهِ فی آخِرِهِ.
صفحه 704، 705، 706، 707، 708، 709، 710، 711، 712، 713، 714، 715، 716، 717، 718، 719، 720، 721، 722، 723، 724، 725، 726، 727، 728، 729، 730، 731، 732، 733، 734، 735، 736، 737، 738، 739.
باختلاف یسیر. و 267 و 269 و 281 و 284 و 299 و 306 و 355 و 363 و 366 و 370 و 382 و 422 و 424. و عیون الأخبار ج 9 ص 271 و 294. و دعائم الإسلام ج 2 ص 117 و 147. و الخصال ص 611 613 و 615 و 617 و 637 و 311 و 328 و 343. و علل الشرائع ص 561. و دستور معالم الحكم ص 157. و غرر الحكم ج 2 ص 574. و تحف العقول ص 72 75 و 81 و 87 89. و المستطرف ج 2 ص 31 و 295 و 296. و كنز العمال ج 6 ص 646 و ج 10 ص 86 و 92 و ج 15 ص 454. و تنزیه الشریعة المرفوعة ج 2 ص 276 و 279. باختلاف بین المصادر. و المستطرف ج 2 ص 55. باختلاف بین المصادر. و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 246. باختلاف بین المصادر. و مناقب آل أبی طالب ج 3 ص 89. و إرشاد القلوب ج 2 ص 258. و البحار ج 8 ص 19 و 34 و ج 27 ص 89. باختلاف بین المصادر.